في زاوية مظلمة من قطاع غزة المحاصر، تجلس آية السكافي، أم مفجوعة تحتضن ذكريات رضيعتها جنان، التي لم تتجاوز أربعة أشهر من عمرها. جنان، التي ولدت في خضم الحرب والدمار، أصبحت ضحية أخرى لسياسة التجويع الممنهجة التي يفرضها الحصار الإسرائيلي الخانق على القطاع.
جنان: ولادة في الحرب.. وموت بالجوع
عيون آية الدامعة لا تفارق صورة جنان على هاتفها. الطفلة الصغيرة، التي لم تعرف من الحياة سوى هدير الانفجارات ونقص الغذاء، فارقت الحياة بين ذراعي أمها، لتنضم إلى قائمة طويلة من الأطفال الذين قضوا نحبهم بسبب الحصار والجوع.
- الحصار الخانق: منذ الثاني من مارس/آذار الماضي، تمنع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية والطبية إلى غزة، مما فاقم الأزمة الإنسانية بشكل كارثي.
- سياسة التجويع: يصف المسؤولون الفلسطينيون والدوليون ما يحدث في غزة بأنه "سياسة تجويع ممنهجة" تستخدم كسلاح حرب ضد المدنيين.
أرقام مفجعة: المجاعة تفتك بالأطفال
أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن ارتفاع عدد الوفيات بسبب سياسة التجويع الإسرائيلية إلى 57 فلسطينياً منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. هذه الأرقام ليست مجرد إحصائيات، بل هي قصص مأساوية لأطفال ونساء وشيوخ يواجهون الموت جوعاً في القرن الحادي والعشرين.
- أزمة غذائية حادة: 91% من سكان غزة يعانون من أزمة غذائية حادة بسبب الحصار.
- نقص حاد في المياه النظيفة: 65% من سكان غزة لا يحصلون على مياه نظيفة صالحة للشرب.
- نقص غذائي بين الأطفال والمرضعات: 92% من الأطفال والمرضعات يعانون من نقص غذائي حاد، مما يهدد حياتهم ونموهم.
صرخة أم: خوف على المستقبل
آية، الأم الثكلى، تخشى على حياة طفلها الآخر، البالغ من العمر أربع سنوات، من أن يلقى نفس مصير جنان. تقول آية: "لم يكن هناك حليب، ولا دواء، ولا غذاء. توفيت طفلتي بسبب سوء التغذية، وعدم تمكننا من مغادرة قطاع غزة لتلقي العلاج، نتيجة إغلاق إسرائيل للمعابر".
نداءات استغاثة: العالم يتفرج
وجهت آية نداءات متكررة للعالم من أجل إنقاذ طفلتها، لكن دون جدوى. العالم يتفرج على مأساة غزة، بينما يموت الأطفال جوعاً والمرضى بسبب نقص الدواء.
غزة على حافة الانهيار
يؤكد المسؤولون في غزة أن القطاع يعيش مأساة إنسانية مروعة، تجمع بين الجوع والفقر والمرض. غزة على حافة الانهيار، بسبب الحصار الإسرائيلي الخانق ومنع دخول المساعدات.
- انهيار القطاعات: غزة تشهد انهياراً جماعياً في جميع القطاعات، بفعل سياسة التجويع التي تمارسها إسرائيل.
- مرحلة متقدمة من المجاعة: أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن القطاع دخل مرحلة متقدمة من المجاعة.
مسؤولية المجتمع الدولي
تتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة في ظل صمت دولي مخز. يجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته التاريخية تجاه الشعب الفلسطيني، وأن يضغط على إسرائيل لرفع الحصار فوراً والسماح بدخول المساعدات الإنسانية والطبية إلى القطاع. يجب أن تتوقف سياسة التجويع، ويجب أن يحاسب المسؤولون عن هذه الجرائم.
غزة: قصة لن ننساها
قصة جنان هي قصة غزة، قصة شعب محاصر يعاني من الجوع والمرض واليأس. قصة لن ننساها، وسوف تبقى شاهداً على الظلم واللامبالاة التي يعيشها الشعب الفلسطيني.
اترك تعليقاً