فاطمة وظل القلق: رحلة إيمانية نحو الطمأنينة
تروي هذه القصة رحلة فاطمة، فتاة في السابعة عشرة من عمرها، مع القلق الذي طالما لازمها كظلٍّ لا يفارقها. ففي ريف هادئ، حيث تهمس الأشجار للريح وتغفو البيوت على أسرارها، تعيش فاطمة حياةً بسيطة، لكنها تحمل في قلبها أسئلةً عميقةً تُضفي على هدوئها الخارجي بُعداً من القلق والتوتر.
حياة هادئة تُخفي قلَقاً عميقاً
طالبة مجدة في المرحلة الثانوية، تميل فاطمة للعزلة، وتجد ملاذها في الكتب، خاصةً ليلاً عندما يعمّ السكون. لكن وراء هذا الهدوء الظاهر، يكمن قلقٌ عميقٌ يسيطر على حياتها، شعورٌ دائمٌ بأن شيئاً سيئاً على وشك الحدوث، خوفٌ من المجهول، وتوقعٌ دائمٌ للأسوأ. يُؤرقها هذا القلق حتى أثناء نومها، فيبقى قلبها متيقظاً، يطرق جدرانه الخوف، مُسبباً لها الأرق.
البحث عن المخرج: بين دفتر يوميات وسماءٍ واسعة
في إحدى الليالي، تجلس فاطمة أمام مكتبها، في ركنها المفضل، تتأمل دفتر يومياتها، وتسأل نفسها بصوتٍ خافت: "لماذا أخاف من الغد وكأن لا أمل فيه؟" ترفع عينيها نحو السماء، وتتذكر آيةً قرأتها في درس ديني: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ﴾ [الطلاق: 2].
تتذكر شرح المعلم لهذه الآية، وكيف أوضح أن من يتقي الله، أي يضعه نصب عينيه، ويُثق في رحمته، فإن الله لا يُخيب رجاءه، بل يجعل له مخرجاً من كل ضيق وهمٍّ، ومن كل قلق. تُسكن هذه الكلمات قلبها، وتخفف من وطأة القلق الذي يُثقل صدرها.
رحلة إيمانية نحو الطمأنينة
تكتب فاطمة في دفتر يومياتها: "سأبدأ من اليوم رحلتي مع الله… لعلني أجد المخرج في تقواي له." ثم تتذكر آيةً أخرى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28].
تُلهمها هذه الآية، فتتوضأ، وتُصلي، وتُسجد، وتُفرغ قلبها أمام الله. وفي تلك الليلة، تغمض عينيها، وتنام أخيراً، دون أن يُؤرقها القلق.
خاتمة: الطمأنينة في ذكر الله
تُختتم قصة فاطمة برسالة أمل وتفاؤل، تُبين كيف أن الإيمان بالله والتقوى به هما الطريق الأمثل للتغلب على القلق والخوف، والوصول إلى الطمأنينة والسكينة التي تُريح النفس وتُسكن القلب. فالذكرُ لله هو العلاجُ الشافي لكل همٍّ وقلقٍ، وهو طريقٌ مُمهدٌ نحو حياةٍ هادئةٍ وسعيدة.
اترك تعليقاً