فضل الإنفاق على الأهل: صدقة مضاعفة وأجر عظيم
في رحاب الشريعة الإسلامية السمحة، تتجلى عظمة الدين في تيسير سبل الخير و مضاعفة الأجر. فما ظنك بالإنفاق على الأهل والأقارب بنية خالصة لوجه الله؟ إنه ليس مجرد واجب، بل هو صدقة عظيمة الأثر، يثاب عليها المسلم كما يثاب على الصدقة الظاهرة.
الإنفاق على الأهل: صدقة لا تضاهيها صدقة
لقد حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على الإنفاق على الأهل، وبيّن لنا فضله العظيم، ففي الحديث الصحيح عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "إِنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا أَنْفَقَ عَلَى أَهْلِهِ نَفَقَةً وَهُوَ يَحْتَسِبُهَا كَانَتْ لَهُ صَدَقَةً".
- يحتسبها: أي يقصد بها وجه الله تعالى، ويطلب الثواب والأجر منه سبحانه.
- كانت له صدقة: أي يثاب عليها كما يثاب على الصدقة التي يتصدق بها على الفقراء والمساكين.
فالإنفاق على الأهل بنية صادقة، واحتساب الأجر من الله، يتحول إلى عبادة عظيمة، وصدقة جارية، يثاب عليها المسلم في الدنيا والآخرة.
حتى اللقمة في فم الزوجة: أجر لا يضيع
ولم يقتصر فضل الإنفاق على الأهل على النفقة الواجبة فحسب، بل تعداه إلى كل ما يقدمه المسلم لأهله من طعام وشراب، وحتى اللقمة التي يضعها في فم زوجته، ففي الحديث الصحيح عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، أنه قال: "كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَعُودُنِي عَامَ حَجَّةِ الوَدَاعِ مِنْ وَجَعٍ اشْتَدَّ بِي، ثُمَّ قَالَ: وَإِنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ الله إِلَّا أُجِرْتَ بِهَا حَتَّى مَا تَجْعَلُ فِي فَمِ امْرَأَتِكَ".
- يعودني: أي يزورني في مرضي.
- في فم امرأتك: أي تثاب على ما تطعمه زوجتك بيدك مؤانسة وحسن معاشرة، وكذا ما تنفقه على زوجتك من طعام وغيره.
وهذا دليل على عظمة الإسلام، وشموليته، وحرصه على بناء الأسرة المسلمة القوية، المترابطة، المتحابة.
دروس مستفادة من الأحاديث النبوية:
- احتساب الأجر شرط أساسي: يشترط في قبول العمل الصالح أن يكون خالصًا لوجه الله تعالى، وأن يحتسب المسلم الأجر من الله وحده.
- النية الصالحة تحول العادة إلى عبادة: ينبغي للمسلم أن ينوي بكل عمل يعمله التقرب إلى الله، حتى تتحول العادات إلى عبادات، ويثاب عليها.
- حث الأزواج على الإحسان:حث الأزواج على احتساب الأجر عند إطعام نسائهم، فإنهم يؤجرون على ذلك، وهذا دليل على أهمية الإحسان إلى الزوجة، ومعاشرتها بالمعروف.
فلنجعل الإنفاق على الأهل عبادة نتقرب بها إلى الله، ولنحتسب الأجر في كل ما نقدمه لهم، حتى ننال الأجر العظيم، والفوز برضا الله تعالى.
اترك تعليقاً