فضل التبكير لصلاة الجمعة: كن من السابقين واغتنم الأجر العظيم


فضل التبكير لصلاة الجمعة: كن من السابقين واغتنم الأجر العظيم

يوم الجمعة هو يوم مبارك، خصّه الله تعالى بفضائل عظيمة، ومن أعظم هذه الفضائل فضل التبكير إلى صلاة الجمعة. فالتبكير ليس مجرد عادة حسنة، بل هو عبادة جليلة تحمل في طياتها أجورًا عظيمة وبركات جمة. دعونا نتعمق في فضل التبكير إلى الجمعة مستندين إلى الأحاديث النبوية الشريفة.

الأجر العظيم للمبكرين إلى الجمعة

وردت أحاديث صحيحة تبين فضل التبكير إلى صلاة الجمعة، وتوضح الأجر العظيم الذي يناله من يبادر بالحضور إلى المسجد في الساعات الأولى من هذا اليوم المبارك.

  • أجر سنة صيامها وقيامها: عن أوس بن أوس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من اغتسل يوم الجمعة وغسَّل وبكَّر وابتكر ودنا واستمع وأنصت كان له بكل خطوة يخطوها أجر سنة صيامها وقيامها». (رواه الترمذي وحسنه)

    هذا الحديث يبين فضل التبكير إلى الجمعة مع مراعاة آدابها، وأن من يفعل ذلك فإنه يحصل على أجر عظيم بكل خطوة يخطوها إلى المسجد.

  • فضل التبكير كالتقرب بالقرابين: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من اغتسل يوم الجمعة غُسل الجنابة ثم راح فكأنما قرب بدنة ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرَّب كبشًا أقرن ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضةً فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذِّكر». (متفق عليه)

    هذا الحديث يوضح أن فضل التبكير إلى الجمعة يتفاضل بحسب الساعة التي يذهب فيها المسلم إلى المسجد، فمن ذهب في الساعة الأولى فكأنه قرب بدنة، ومن ذهب في الساعة الثانية فكأنه قرب بقرة، وهكذا حتى الساعة الخامسة فكأنه قرب بيضة. وعند خروج الإمام تحضر الملائكة للاستماع إلى الخطبة.

الملائكة تسجل أسماء المبكرين

  • الملائكة على أبواب المسجد: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا كان يوم الجمعة وقفت الملائكة على المسجد يكتبون الأول فالأول ومثل المُهجِّر كمثل الذي يُهدي بدنة ثم كالذي يُهدي بقرة ثم كبشًا ثم دجاجة ثم بيضة فإذا خرج الإمام طووا صحفهم ويستمعون الذِّكر». (متفق عليه)

    هذا الحديث يؤكد أن الملائكة تتواجد على أبواب المسجد يوم الجمعة لتسجيل أسماء المبكرين إلى الصلاة، وأن أجرهم يتفاضل بحسب الساعة التي حضروا فيها.

  • التأخر عن التبكير: عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تقعد الملائكة يوم الجمعة على أبواب المسجد معهم الصحف يكتبون الناس فإذا خرج الإمام طويت الصحف». (رواه أحمد وحسنه الألباني)

    وفي هذا الحديث دليل على أن الملائكة تطوي الصحف عند خروج الإمام، مما يعني أن من تأخر عن الحضور إلى المسجد قبل خروج الإمام فإنه لا يُكتب اسمه في صحف الملائكة.

فوائد التبكير إلى الجمعة

التبكير إلى صلاة الجمعة ليس فقط امتثالًا للسنة النبوية، بل يحمل في طياته فوائد جمة:

  • نيل الأجر العظيم: كما ذكرنا سابقًا، التبكير إلى الجمعة يمنح المسلم أجرًا عظيمًا بكل خطوة يخطوها إلى المسجد.
  • الاستعداد الروحي: يتيح التبكير للمسلم وقتًا كافيًا للاستعداد الروحي للصلاة، من خلال قراءة القرآن والذكر والدعاء.
  • الاستماع إلى الخطبة بتركيز: يساعد التبكير على الحصول على مكان جيد في المسجد، مما يتيح للمسلم الاستماع إلى الخطبة بتركيز وتدبر.
  • الابتعاد عن الإثم: يجنب التبكير المسلم الوقوع في الإثم الناتج عن التأخر عن الصلاة أو تفويت جزء منها.

لنحرص على التبكير إلى الجمعة

إن فضل التبكير إلى صلاة الجمعة عظيم، والأجر المترتب عليه جزيل. فلنحرص على التبكير إلى المسجد في يوم الجمعة، ولنستغل هذه الفرصة العظيمة لنيل الأجر والثواب من الله تعالى. ولنجعل من التبكير إلى الجمعة عادة حسنة نلتزم بها في كل أسبوع.

المصدر: موقع طريق الإسلام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *