فضل الذكر في عشر ذي الحجة: تكبير وتهليل وتحميد


فضل الذكر في عشر ذي الحجة: تكبير وتهليل وتحميد

تعتبر العشر الأوائل من ذي الحجة أيامًا مباركة، تتضاعف فيها الأجور وتتجلى فيها رحمة الله على عباده. وأفضل ما يتقرب به العبد إلى ربه في هذه الأيام الفضيلة هو الإكثار من ذكره، فهو عبادة تجمع بين التعظيم والإجلال والتوقير لله سبحانه وتعالى، ممّا يجعله يفوق الكثير من الأعمال الأخرى في الفضل والأثر.

يقول الإمام ابن القيم رحمه الله في بيان فضل الذكر خلال هذه الأيام المباركة: "والأفضلُ في أيّام عشر ذي الحِجّة ‏الإكثارُ من التعبُّد، لا سيَّما ‏التّكبيرُ والتهليلُ والتحميد، ‏فهو أفضَلُ من الجهاد". وهذا يدل على عظم مكانة الذكر وأهميته في هذه الأيام العظيمة.

يسر الذكر وعظيم الأجر

من رحمة الله بعباده أن جعل الذكر يسيرًا وسهلاً على اللسان، ولكنه في الوقت نفسه عظيم الأجر، فهو يثقل الميزان ويجلب محبة الرحمن. فكيف إذا كان هذا الذكر في أيام عظيمة أقسم الله بها في كتابه الكريم: ﴿ {وليالٍ عشر} ﴾، ولا يقسم الله بشيء إلا لعظمته وجلاله. وأفضل أنواع الذكر في هذه الأيام هو التكبير والتهليل.

التكبير: تعظيم الخالق وتخليص القلب

التكبير يجمع القلب على تعظيم الخالق جل وعلا، ويذكرنا بأنه أكبر من كل شيء. ففي لفظ "الله أكبر" إيذان بتخليص القلب من كل العلائق الدنيوية، وتوجيهه نحو الله وحده. فالله أكبر من همومنا وغمومنا، وأكبر من تصوراتنا وإرادتنا، وأكبر من كل شيء نخافه. فهو الكبير المتعال الذي وسع بعلوه كل شيء قدرة وعلمًا.

التهليل: شهود الوحدانية وإفراد العبادة

أما التهليل ("لا إله إلا الله")، فيجمع القلب على شهود وحدانية الله وإفراده بالعبادة. وهذا يتناسب مع شرف الزمان، وشرف تعظيمه سبحانه وتعالى، وإفراده بالوحدانية.

نسأل الله تعالى أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته في هذه الأيام المباركة، وأن يجعلنا من الذاكرين الله كثيرًا والذاكرات.

المصدر: موقع طريق الإسلام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *