فضل العشر الأوائل من ذي الحجة: دليل شامل لأفضل الأعمال وفضائلها
تُعدّ العشر الأوائل من ذي الحجة من أفضل أيام السنة عند الله تعالى، وهي أيام مباركة تتّسم بفرص عظيمة للتقرّب إلى الله سبحانه وتعالى. في هذا الدليل الشامل، سنستعرض فضائل هذه الأيام المباركة، ونذكر أهم الأعمال الصالحة التي ينبغي على المسلم اغتنامها فيها.
أهمية العشر الأوائل من ذي الحجة في الإسلام
أقسم الله تعالى بهذه الأيام المباركة في كتابه الكريم بقوله تعالى: ﴿ وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ ﴾ [الفجر: 1، 2]، وروي ذلك عن جماعة من السلف الصالح. وقد حثّ النبي صلى الله عليه وسلم على اغتنام هذه الأيام بالأعمال الصالحة، بقوله: «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام»، وسئل: "يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟" فقال: «ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء». (أخرجه أحمد والبخاري). لا يتفوّق على من يعمل صالحاً في هذه الأيام إلاّ من خرج جهادًا في سبيل الله واستشهد، وأُخذ ماله.
أعمال مستحبة في العشر الأوائل من ذي الحجة
تتعدد الأعمال الصالحة التي يُشرع فعلها في هذه الأيام الفاضلة، وتجتمع فيها أُمم العبادات، من صلاة وصيام وصدقة وحجّ، وهي أعمال لا تتوافر بنفس القدر في أيام أخرى من السنة. وإن عجز المسلم عن الحج، فله أن يُكثر من الأعمال الصالحة في بيته، وقد يكون ذلك أفضل من الجهاد الذي هو أفضل من الحج، كما قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله. من نعمة الله علينا أن يبلغنا هذه الأيام، وشكر هذه النعمة هو اغتنامها بالأعمال الصالحة.
1. الحجّ:
يُعدّ الحجّ من أفضل الأعمال في هذه الأيام المباركة، وهو سببٌ لغفران الذنوب، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه». (متفق عليه). كما أنه سبب لدخول الجنة، فقد قال عليه الصلاة والسلام: «الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة». (متفق عليه). ولمن لم يتمكن من الحجّ، فله الأجر إن نوى ذلك واشتاق إليه.
2. ذكر الله تعالى:
يُشرع في هذه الأيام الإكثار من ذكر الله تعالى وقراءة القرآن الكريم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد». (أخرجه أحمد).
3. الأضحية:
يُشرع ذبح الأضحية من بهيمة الأنعام تقرباً إلى الله تعالى، وهي من شعائر الله تعالى، كما ورد في القرآن الكريم. يُفضل للمُضحي أن يمتنع عن قصّ شعره وأظفاره ابتداءً من رؤية هلال ذي الحجة، رجاءً في أن يُعتق الله بدنه من النار. (حديث أم سلمة – مسلم). وهذا الحكم خاصّ بالمضحي فقط، لا يشمل أهله أو من ينفذ الوصية عنه. الأضحية أفضل من التصدق بثمنها، وتجزئ واحدة من الغنم عن الرجل وأهله.
4. الصيام:
يُستحب صيام هذه الأيام التسعة، أو ما تيسّر منها، وإن كان على المسلم قضاء صيام، فالأولى أن يُبادِرَ به. وإذا لم يستطع الصيام، فصيام يوم عرفة له فضل عظيم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «صيام يوم عرفة، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله، والسنة التي بعده». (أخرجه مسلم).
5. التكبير:
يُستحبّ التكبير في هذه الأيام المباركة، سواءً مطلقاً طوال الأيام العشر، أو مقيداً بعد الصلوات. وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يُكَبِّرون في بيوتهم وأسواقهم، وله صيغٌ واردةٌ عنهم.
خاتمة
العشر الأوائل من ذي الحجة فرصة عظيمة للتقرّب إلى الله سبحانه وتعالى، فلتغتنموا هذه الأيام المباركة بالأعمال الصالحة، وتسابقوا إلى الطاعات، فالسعيد من قضى هذه الأيام في طاعة الله، والمغبون من مرّت عليه كغيرها من الأيام دون زيادة في عمله. أبواب الطاعات كثيرة ومتنوعة، فمن عجز عن عمل، فليقبل على عمل آخر من أعمال البر والتقوى.
اترك تعليقاً