فضل تعجيل الفطر: سنة نبوية وبركة مستمرة
في شهر رمضان المبارك، تتجلى فضائل كثيرة، ومن بينها سنة نبوية عظيمة تحثنا على الخير والبركة، وهي تعجيل الفطر. فما هو فضل هذه السنة؟ وما هي الأدلة الشرعية التي تؤكد أهميتها؟ وكيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يطبقها؟ هذا ما سنتناوله بالتفصيل في هذا المقال.
أهمية تعجيل الفطر في السنة النبوية
تتجلى أهمية تعجيل الفطر في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة، والتي تؤكد على أن هذه السنة سبب في الخيرية والبركة للأمة الإسلامية. إليكم بعض هذه الأحاديث:
-
حديث سهل بن سعد رضي الله عنه: روى البخاري ومسلم عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر". هذا الحديث يؤكد على أن الخيرية والبركة ملازمة للأمة ما دامت تحافظ على هذه السنة النبوية.
-
حديث سهل بن سعد رضي الله عنه (رواية أخرى): روى ابن حبان وصححه الألباني عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تزال أمتي على سنتي ما لم تنتظر بفطرها النجوم". وهذا الحديث يبين أن التمسك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم هو سبيل النجاة والفلاح، وأن تأخير الفطر إلى ظهور النجوم مخالف للسنة.
- حديث أبي هريرة رضي الله عنه: روى أبو داود وحسنه الألباني عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يزال الدين ظاهراً ما عجل الناس الفطر؛ لأن اليهود والنصارى يؤخرون". هذا الحديث يوضح أن تعجيل الفطر هو علامة على ظهور الدين وعلوه، وأن مخالفة أهل الكتاب في تأخير الفطر هو من شعائر الإسلام.
لماذا تعجيل الفطر فيه خير؟
إن تعجيل الفطر له دلالات عميقة وفوائد جمة، منها:
- اتباع السنة النبوية: تعجيل الفطر هو امتثال لأمر النبي صلى الله عليه وسلم واقتداء به، وهذا من أعظم القربات إلى الله تعالى.
- مخالفة أهل الكتاب: في تعجيل الفطر مخالفة لأهل الكتاب الذين يؤخرون الفطر، وهذا من شعائر الإسلام التي تميزه عن غيره من الأديان.
- المحافظة على الصحة: تعجيل الفطر يساعد على تنظيم عمل الجهاز الهضمي وتجنب الإرهاق الذي قد يصيب الصائم بسبب طول فترة الصيام.
- إحياء السنة في المجتمع: تعجيل الفطر يشجع الآخرين على الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وإحياء سنته في المجتمع.
كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يفطر؟
كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصاً على تعجيل الفطر، وكان يبدأ فطره على الرطب، فإن لم يجد فعلى التمر، فإن لم يجد حسى حسوات من ماء.
- حديث أنس بن مالك رضي الله عنه: روى أبو داود وصححه الألباني عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر على رطبات قبل أن يصلي، فإن لم تكن رطبات فعلى تمرات، فإن لم تكن حسا حسوات من ماء".
دروس مستفادة من سنة تعجيل الفطر
من خلال الأحاديث النبوية المتعلقة بتعجيل الفطر، يمكننا استخلاص الدروس التالية:
- استحباب تعجيل الفطر: بمجرد تحقق غروب الشمس، ينبغي المبادرة إلى الإفطار وعدم التأخير.
- الحث على التمسك بالسنة: تعجيل الفطر هو من السنن النبوية التي ينبغي المحافظة عليها والاقتداء بها.
- استحباب الفطر على رطب أو تمر أو ماء: هذه هي السنة النبوية في الإفطار، وينبغي للمسلم أن يحرص عليها قدر الإمكان.
- حرص الصحابة على نقل السنة: الأحاديث التي نقلها الصحابة رضي الله عنهم تدل على حرصهم الشديد على نقل جميع سنن النبي صلى الله عليه وسلم إلينا.
ختاماً، نسأل الله تعالى أن يوفقنا لاتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم في جميع أمورنا، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه. ونسأله سبحانه أن يتقبل منا صيامنا وقيامنا وسائر أعمالنا الصالحة.
اترك تعليقاً