فضل يوم عرفة: نفحات إيمانية وبركات لا تنتهي
يوم عرفة، يوم عظيم الأجر والفضل، تتجلى فيه رحمة الله وعظيم منّه على عباده. إنه يوم استثنائي في حياة المسلم، يحمل في طياته كنوزًا من البركات والفضائل، وفرصة سانحة لتجديد العهد مع الله، وتقوية الصلة به.
يوم إكمال الدين وإتمام النعمة
يوم عرفة هو اليوم الذي شهد إكمال الدين الإسلامي وإتمام نعمة الله على المسلمين. قال تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا}. هذا اليوم يمثل تتويجًا لرسالة الإسلام الخالدة، وإعلانًا عن اكتمال الشريعة السمحة.
يوم القرب الإلهي والمباهاة بالعباد
في يوم عرفة، يتجلى قرب الله من عباده، وينزل إلى السماء الدنيا مباهيًا بهم ملائكته. قال صلى الله عليه وسلم: «وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء». يا له من فضل عظيم وشرف كبير، أن يكون الإنسان محط فخر الله وملائكته!
يوم العتق من النيران
يوم عرفة هو يوم العتق من النيران، حيث يعتق الله فيه أكبر عدد من عباده من النار. قال صلى الله عليه وسلم: «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة». فلنجتهد في هذا اليوم بالإقبال على الله، والتوبة النصوح، لعله يكتب لنا العتق من النار والفوز بالجنة.
يوم الدعاء المستجاب وتشكيل المصائر
يوم عرفة هو يوم الدعاء المستجاب، حيث تتنزل الرحمات وتتحقق الأمنيات. قال صلى الله عليه وسلم: «أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة». وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على الدعاء في هذا اليوم من الظهر حتى غروب الشمس. فلنجعل هذا اليوم يومًا للدعاء والإلحاح على الله، وسؤاله من فضله العظيم.
يوم الجود والكرم الإلهي الذي لا ينفد
تذكروا قول الله تعالى في الحديث القدسي: «يا عِبادِي، لو أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ، قامُوا في صَعِيدٍ واحِدٍ فَسَأَلُونِي، فأعْطَيْتُ كُلَّ إنْسانٍ مَسْأَلَتَهُ؛ ما نَقَصَ ذلكَ ممّا عِندِي إلّا كما يَنْقُصُ المِخْيَطُ إذا أُدْخِلَ البَحْرَ». هذا الحديث يجسد عظمة كرم الله وجوده الذي لا ينفد.
اغتنموا هذا اليوم العظيم:
- أكثروا من الدعاء والتضرع إلى الله.
- استغفروا الله وتوبوا إليه توبة نصوحًا.
- اقرأوا القرآن وتدبروا معانيه.
- أكثروا من الصدقات والأعمال الصالحة.
- تزودوا بالتقوى، فهي خير الزاد.
فيا عباد الله، تعرضوا لنفحات الله في هذا اليوم المبارك، واقضوا فيه حاجاتكم، وتزودوا من خيره، فإن الله أكثر وأجود وأكرم. نسأل الله أن يوفقنا لاغتنام هذا اليوم، وأن يتقبل منا صالح الأعمال، وأن يعتق رقابنا من النار.
اترك تعليقاً