قصيدة عن عزة الإسلام – فسل عنا جنود الفرس

قصيدة عن عزة الإسلام – فسل عنا جنود الفرس

مقدمة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلاً وسهلاً بكم في مدونة الواثق بالله، حيث نرتوي من معين الأدب الإسلامي ونغوص في بحار الفكر والتأمل في تاريخ أمتنا المجيدة. اليوم، أشارككم تجربة روحانية وشعورية عميقة؛ إنها أول قصيدة لي بعنوان “أما والله إنا قد بلينا”. لقد كان تأليف هذه القصيدة بمثابة رحلة تأملية في معاني الجهاد والتضحية في سبيل الله، واستحضار لحظات القوة والعزة التي وهبها الله لأمة الإسلام.

منذ اللحظة التي بدأت فيها بكتابة هذه الأبيات، كنت أستشعر عبق التاريخ وروح المسلمين الأوائل الذين نصروا الله فنصرهم، وفتحوا البلاد بالإيمان قبل السيوف، ودخلوا القلوب قبل الحصون. “أما والله إنا قد بلينا” ليست مجرد كلمات، بل هي تذكير لنا جميعًا بأننا من أمة جليلة كتب الله لها النصر متى ما أخلصت النية وسارت على نهجه القويم.

القصيدة تستلهم من روح الفتوحات الإسلامية، بدءًا من معاركنا ضد الفرس في ذات السلاسل، مرورًا بفتح المدائن، وحتى البطولات الخالدة التي صنعها أجدادنا الذين عبروا البحار على خيولهم، ينشرون العدل ويقيمون دين الله في الأرض. تلك اللحظات العظيمة كانت منبع إلهامي، وأردت من خلال هذه القصيدة أن أعيد إحياء تلك النفحات التاريخية، وأن أذكر نفسي وإياكم بأن الإسلام لم يكن يومًا إلا قوة ورحمة وهداية.

كان شعور إتمام هذه القصيدة تجربة روحية بامتياز؛ ففي كل بيت كتبته، كنت أستشعر قيمة الإخلاص لله وحده، وأهمية أن نكون جنودًا لهذا الدين العظيم، لا نبتغي إلا وجه الله ولا نرجو إلا نصره. وها هي الكلمات قد نسجت، والقصيدة قد أتمت، فكانت لحظة تملأ القلب بالسكينة، وكأنني أتممت طاعة لله في تذكير الناس بأمجاد أمتهم.

إنني أدعوكم من خلال مدونة الواثق بالله إلى قراءة هذه القصيدة بتأمل، لتكون لنا دافعًا لاستذكار مسؤوليتنا كمسلمين في هذا العصر. لنتعلم من ماضينا المجيد ونستمد منه القوة للبناء والعمل في حاضرنا ومستقبلنا. تذكروا دومًا أن الله معنا ما دمنا مخلصين له، وأنه ناصر دينه مهما كاد الكائدون.

إليكم القصيدة:

قصيدة أما والله إنا قد بلينا

أما والله إنا قد بلينا
وقد كنا رؤوس الأولينا
وقد كانت تخر لنا ملوكا
وقد كنا أناسا ملهمينا
وقد كنا أولي بأس شديد
وللرحمن جندا مخلصينا

فسل عنا جنود الفرس سلهم
بمن دك الحصون مكبرينا
وعن ذات السلاسل كيف انا
قتلنا هرمزا ذاك اللعينا
وقادتهم وعسكرهم جميعا
تراهم عندما صاروا عجينا
وفي عمواس كان لهم نصيب
من الضربات تطحنهم طحينا
ومن فتح المدائن حيث عاشوا
على أبوابها حرسا قرونا
ومعركة النمارق كيف كنا
نطاردهم ونسقيهم منينا

ومن عبروا البحار على خيول
ومن قهر الطغاة الأولينا
ألا إنا جنود الله حقا
وليس لنا سوى الإسلام دينا
فإن كان الطغاة ومن إليهم
يكيدونا ليلهونا سنينا
فإن الله كان لهم عدوا
ونحن لهم رصاصات المنينا
ولو مكروا فإن الله ربي
هو القهار خير الماكرينا

شرح القصيدة

هذه القصيدة تبرز بوضوح الفخر بتاريخ المسلمين الأوائل، وتُظهر القوة والبأس الذي كان يتمتع به الجيش الإسلامي في الفتوحات الإسلامية، خاصة ضد الإمبراطورية الفارسية. إليك شرح الأبيات:

  1. أما والله إنا قد بلينا / وقد كنا رؤوس الأولينا
    الشاعر يعبر هنا عن أن المسلمين تعرضوا لاختبارات شديدة وتحديات عظيمة، ومع ذلك كانوا قادة الأمم، وأصحاب مكانة رفيعة.
  2. وقد كانت تخر لنا ملوكا / وقد كنا أناسا ملهمينا
    يتحدث عن الهيبة التي كانت للمسلمين حتى أن الملوك كانوا يخضعون لهم، والمسلمون كانوا أصحاب حكمة وإلهام في قيادتهم وشؤونهم.
  3. وقد كنا أولي بأس شديد / وللرحمن جندا مخلصينا
    هنا يظهر الشاعر القوة الكبيرة التي كان يتمتع بها المسلمون، وكيف كانوا جنوداً مخلصين لله.
  4. فسل عنا جنود الفرس سلهم / بمن دك الحصون مكبرينا
    يفتخر الشاعر بالفتوحات الإسلامية وكيف أن المسلمين حطموا الحصون الفارسية بالتكبير والتهليل لله.
  5. وعن ذات السلاسل كيف انا / قتلنا هرمزا ذاك اللعينا
    يُشير الشاعر إلى معركة ذات السلاسل، حيث قُتل القائد الفارسي هرمز، مما يعزز الفخر بالانتصار على الأعداء.
  6. وقادتهم وعسكرهم جميعا / تراهم عندما صاروا عجينا
    يُصوّر الشاعر كيف أن قادة الفرس وجنودهم أصبحوا ضعفاء بعد أن كانوا في غطرسة وقوة، ويشبههم بالعجين الذي يُعجن بسهولة.
  7. وفي عمواس كان لهم نصيب / من الضربات تطحنهم طحينا
    يشير إلى معركة أخرى هي معركة عمواس، حيث تكبد الأعداء خسائر كبيرة وتم سحقهم كما يطحن الطحين.
  8. ومن فتح المدائن حيث عاشوا / على أبوابها حرسا قرونا
    يذكر الشاعر فتح المدائن، العاصمة الفارسية، والتي كانت محمية بحرس شديد لقرون، لكن المسلمين فتحوها.
  9. ومعركة النمارق كيف كنا / نطاردهم ونسقيهم منينا
    يتحدث عن معركة النمارق وكيف لاحق المسلمون الأعداء وسقوهم الهزيمة.
  10. ومن عبروا البحار على خيول / ومن قهر الطغاة الأولينا
    يشير الشاعر إلى عظمة المسلمين في عبورهم البحار على الخيول وغزوهم لأقوى الطغاة في تلك العصور.
  11. ألا إنا جنود الله حقا / وليس لنا سوى الإسلام دينا
    يعلن الشاعر هنا أن المسلمين هم جنود الله الحقيقيون، وأنهم لا يدينون سوى بالإسلام.
  12. فإن كان الطغاة ومن إليهم / يكيدونا ليلهونا سنينا
    يشير إلى مكايد الطغاة الذين حاولوا إضعاف المسلمين وتسليتهم بأمور الدنيا.
  13. فإن الله كان لهم عدوا / ونحن لهم رصاصات المنينا
    يؤكد الشاعر أن الله هو الذي يقف ضد هؤلاء الطغاة، والمسلمون هم الأداة التي ينفذ بها العقاب الإلهي.
  14. ولو مكروا فإن الله ربي / هو القهار خير الماكرينا
    يختم الشاعر بتأكيد أن الله هو الذي يتولى رد مكر الأعداء، وهو القاهر فوق الجميع وأفضل المخططين.

القصيدة تعكس فخرًا كبيرًا بالفتوحات الإسلامية والانتصارات التي حققها المسلمون على الفرس وغيرهم من الطغاة، وتعبر عن إيمان قوي بأن النصر من الله، وأنه يُدبر أمرهم في مواجهة الأعداء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *