لاماسيا تُنجب نجمًا جديدًا: إبراهيما تونكارا.. هل يسير على خطى لامين جمال؟

لاماسيا تُنجب نجمًا جديدًا: إبراهيما تونكارا.. هل يسير على خطى لامين جمال؟

لاماسيا: منجم المواهب يواصل الإبهار بـ "إبراهيما تونكارا"

أكاديمية "لاماسيا" التابعة لنادي برشلونة، لطالما كانت ولا تزال مصدرًا لا ينضب للمواهب الكروية الاستثنائية. ففي الوقت الذي يشهد فيه الفريق الأول تألق أسماء شابة واعدة مثل لامين جمال، وباو كوبارسي، وأليخاندرو بالدي، وغافي، يبرز اسم جديد بقوة في الأكاديمية: الغامبي إبراهيما تونكارا.

قصة صعود من الفقر إلى أحضان لاماسيا

تبدأ حكاية إبراهيما بوالده، عبدول تونكارا، الذي غادر غامبيا عام 2007 بحثًا عن حياة أفضل لعائلته. استقر عبدول في سيردانيولا، إحدى مدن مقاطعة كتالونيا، وبعد سنوات من الكفاح، تمكن أخيرًا من تسوية وضعه القانوني وإحضار جزء من عائلته، بما في ذلك إبراهيما الذي كان يبلغ من العمر سبع سنوات.

قبل الوصول إلى إسبانيا، كان إبراهيما يمارس كرة القدم حافي القدمين في شوارع غامبيا. لكن بمجرد وصوله، شجعه صديق والده على الانضمام إلى فريق سيردانيولا، لتنطلق رحلة اكتشاف موهبة فذة.

"ما رأيته لم يكن طبيعيًا": كيف أقنع إبراهيما مدربي برشلونة في 10 دقائق؟

لم يمض وقت طويل حتى لفت إبراهيما أنظار الكشافين. ألبرت بويغ، أحد مدربي الفئات السنية الصغرى في برشلونة، أوصى بالتعاقد معه على الفور بعد متابعته لمدة 10 دقائق فقط، معلقًا: "ما رأيته لم يكن طبيعيًا، تفوّقه على أقرانه كان صارخًا".

في صيف عام 2021، انضم إبراهيما رسميًا إلى أكاديمية لاماسيا، في خطوة وصفتها صحيفة "سبورت" الإسبانية بأنها "مذهلة"، مشيرة إلى تحوله من "مهاجر فقير إلى أحد أبرز المواهب في أفضل أكاديمية بالعالم".

تحديات الاندماج وكيف تغلب عليها إبراهيما

لم تكن البداية سهلة على إبراهيما في لاماسيا. واجه صعوبات في اللغة، وفهم أسلوب لعب برشلونة، والتكيف مع الأجواء الباردة. لكن عزيمته وإصراره كانا أقوى من كل التحديات.

يقول أحد المدربين: "في أول تدريب له مع البراعم، بدا إبراهيما تائهًا تمامًا، لكننا أدركنا لاحقًا أن هذا لا يعكس حقيقته".

بمرور الوقت، اندمج إبراهيما بشكل مثالي في الأكاديمية، وأظهر قوة بدنية هائلة وقدرة فنية رائعة بقدمه اليسرى. عمل المدربون بويغ وديفيد سانشيز وجوردي بيريز على تطويره من الناحية التكتيكية.

ما هي نقاط قوة إبراهيما تونكارا؟

يتميز إبراهيما تونكارا بقوة بدنية ملحوظة وقدرة عالية على المراوغة والتقدم بالكرة. كما أنه يتحكم في إيقاع اللعب، ويعرف كيف يحمي الكرة جيدًا، ويمتلك تسديدات قوية، ويفضل الاقتراب دائمًا من منطقة الجزاء.

يعتقد بويغ أن المركز المثالي لإبراهيما هو الوسط الهجومي، موضحًا: "هو ليس جناحًا بل لاعب وسط هجومي، يقطع المسافات ويغطي الملعب ويصنع الفارق تقنيًا، فبعدة خطوات فقط كان يصل أمام المرمى".

مزيج من بوغبا ولامين جمال: كيف يرى الخبراء موهبة تونكارا؟

أثار أسلوب لعب إبراهيما إعجاب الكثيرين، حيث وصفه البعض بأنه مزيج من بول بوغبا من حيث القوة البدنية والقدرة على الاختراق، ولامين جمال من حيث المراوغة والنضج في اتخاذ القرار.

ويرى بويغ أن لامين جمال لاعب عبقري وقادر على حسم المباريات بمفرده، أما إبراهيما فهو لاعب يجعل من حوله يقدمون أفضل ما لديهم.

"إبراهيما لا يخطف الأضواء، لكنه يجعل كل من حوله أفضل"

يوضح بويغ: "إبراهيما لا يخطف الأضواء بطريقة لامين، لكنه يجعل كل من حوله أفضل. وجوده على أرض الملعب يعطي الراحة والثقة لزملائه، ففي 30 مباراة مع البراعم ومثلها مع الأشبال لم نخسر أي مباراة بوجوده مع الفريق".

من جهتها، علّقت "سبورت" على تونكارا بالقول: "هو ليس مجرد موهبة بل مشروع نجم مستقبلي في قلب لاماسيا. قد يكون أهم موهبة تظهر منذ لامين جمال، ليس بفضل مهاراته الفردية فقط بل لتأثيره الجماعي الواضح داخل الفريق".

برشلونة يضع خطة خاصة لتطوير موهبة تونكارا

يحرص برشلونة على رعاية إبراهيما بشكل خاص، حيث بدأت الإدارة بالفعل في وضع خطة تطوير خاصة به، لضمان تطوره الفني والنفسي والبدني.

إبراهيما تونكارا: التواضع والأخلاق قبل الموهبة

احتفل إبراهيما في مارس/آذار الماضي بعيد ميلاده الـ15، وهو شخصية يتمتع بتهذيب شديد وسلوك نموذجي ويعتنق الدين الإسلامي، كما أنه دائم الابتسامة.

ورغم انضمامه إلى ناد عظيم بحجم برشلونة، فإن إبراهيما لم ينس أصوله، إذ لا يزال يحتفظ بعلاقات عائلية قوية في غامبيا، كما يحرص والده دائمًا على غرس قيمة التواضع فيه.

يسعى والده دائمًا لتذكير ابنه بالمعاناة التي مرت بها أسرته كي يحصل على حياة كريمة، وفي الوقت نفسه يرى أنه من السابق لأوانه أن يكون لابنه مدير أعمال، وأن ذلك لن يكون ضروريًا قبل أن يتم 16 عامًا على الأقل.

المصدر: موقع الجزيرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *