لحظات صدق تُظلّك يوم القيامة: كيف تنال فضل السبعة الذين يظلهم الله؟**

فضل لحظات الصدق: نظرة في حديث السبعة الذين يظلهم الله

حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، يفتح لنا نافذة على عظيم فضل الله وكرمه. إنه يكشف لنا عن ميزان دقيق، حيث تتجلى قيمة اللحظات الصادقة التي قد تغير مسارنا وتقودنا إلى جنات النعيم.

مقارنة بين الأعمال الدائمة ولحظات الصدق

المتأمل في هذا الحديث النبوي الشريف يلاحظ أمرًا بالغ الأهمية: أن الله سبحانه وتعالى قد خصص ثلاثة مقاعد من أصل سبعة لأصحاب "اللحظة الواحدة"، بينما المقاعد الأربعة الأخرى هي لأصحاب الأعمال الدائمة، التي تتطلب جهدًا ووقتًا والتزامًا على مدى الحياة.

  • الأعمال الدائمة: كالإمام العادل الذي يسعى لتحقيق العدل بين الناس، والرجل الذي قلبه معلق بالمساجد حبًا وشوقًا للقاء ربه، والشاب الذي نشأ وتربى في طاعة الله، والرجلان اللذان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه. هذه الأعمال تتطلب وقتًا وجهدًا وصدقًا مستمرًا على مدار عمر الإنسان.

  • لحظات الصدق: على الجانب الآخر، نجد أن لحظة صدق واحدة قد تكون كافية لنيل فضل عظيم. فأن تدرك ظل الرحمن بلحظة واحدة، فهذا فضل لا يضاهيه فضل. ثلاثة أماكن محجوزة لأصحاب لحظات الصدق من أصل سبعة:

    • رجل تصدق بصدقة فأخفاها: لحظة إخلاص وتجرد من الرياء، يسعى بها لنيل رضا الله وحده.
    • رجل ذكر الله فيها خاليًا ففاضت عيناه: لحظة خشوع وتذلل لله، تفيض فيها العينان دموعًا من خشية الله.
    • رجل دعته فيها امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله: لحظة عفة وتقوى، ينتصر فيها الإيمان على الشهوة والخوف من الفضيحة.

قيمة اللحظة الصادقة في ميزان الله

إن هذا التوزيع العادل في حديث السبعة يوضح لنا أن صدق اللحظات له ثمنه عند الله، وأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا. يقول أبو سليمان الداراني: "طوبى لمن صحت له خطوة واحدة.. لم يرد بها إلا وجه الله تعالىٰ.. !"

إنها دعوة لنا جميعًا لنغتنم لحظات حياتنا، وأن نسعى جاهدين لنكون صادقين في أقوالنا وأفعالنا، وأن نخلص النية لله في كل ما نقوم به. فربما كانت لحظة صدق واحدة هي التي تفتح لنا أبواب الجنة وتُظلّنا بظل الرحمن يوم القيامة.

دعوة إلى الإخلاص والنية الصادقة

اللهم أصلح لنا النية والذرية.. وحبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين. اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.

المصدر: موقع طريق الإسلام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *