تأكيد أمريكي حازم:
في تصريح بالغ الأهمية، شدد المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، على أن صبر واشنطن ليس بلا حدود فيما يتعلق بالمحادثات النووية مع إيران. وأكد ويتكوف، في مقابلة مع موقع بريتبارت، أن الولايات المتحدة لن تتردد في الانسحاب من طاولة المفاوضات إذا لم تسفر الجولة القادمة من المحادثات، المقرر عقدها في سلطنة عمان، عن نتائج ملموسة ومثمرة.
خطوط حمراء واضحة:
أوضح ويتكوف أن واشنطن لن تقبل بأي اتفاق "سيئ" ولن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي. وشدد على أن المحادثات الحالية تمثل فرصة لإيران لإثبات حسن نيتها، لكنها ليست شيكًا على بياض.
مطالب أمريكية رئيسية:
لتحقيق تقدم حقيقي، حدد ويتكوف سلسلة من المطالب الأمريكية الرئيسية، بما في ذلك:
- تفكيك منشآت التخصيب الإيرانية: يجب على إيران إزالة بنيتها التحتية لتخصيب اليورانيوم.
- التخلص من أجهزة الطرد المركزي: يجب على إيران التخلي عن أجهزة الطرد المركزي المستخدمة في تخصيب اليورانيوم.
- خفض نسبة التخصيب: يجب على إيران تخفيض نسبة تخصيب جميع مخزوناتها من الوقود النووي وإرسالها إلى خارج البلاد.
- التحول إلى برنامج مدني: يجب على إيران الالتزام ببرنامج نووي مدني بحت.
ردود فعل إيرانية:
في المقابل، أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، قرار بلاده عقد الجولة الرابعة من المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة في سلطنة عمان. وأشار إلى أن التقدم في المفاوضات يتطلب مزيدًا من المشاورات والوقت لدراسة التفاصيل.
تشكيك إيراني في النوايا الأمريكية:
عبر عراقجي عن قلق بلاده إزاء ما وصفه بـ "الرسائل المتناقضة" الصادرة عن الجانب الأمريكي، مرجحًا أن تكون هذه الرسائل جزءًا من "الدهاء التفاوضي" أو دليلًا على أن الإدارة الأمريكية لم تحدد بعد سياساتها بشكل كامل تجاه المفاوضات.
خلفية تاريخية معقدة:
تعود جذور هذه الأزمة إلى انسحاب الولايات المتحدة، في عهد الرئيس دونالد ترامب، من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والقوى العالمية. وقد أدت سياسة "الضغوط القصوى" التي تبنتها إدارة ترامب إلى تصعيد التوتر بين البلدين.
المسار إلى الأمام:
يبقى السؤال المطروح هو ما إذا كانت الجولة القادمة من المحادثات في سلطنة عمان ستنجح في تضييق الخلافات بين الطرفين وإحياء الاتفاق النووي. وبينما تبدو واشنطن عازمة على عدم التنازل عن خطوطها الحمراء، يبقى من غير الواضح ما إذا كانت إيران مستعدة لتقديم التنازلات اللازمة لتحقيق انفراجة في هذا الملف الشائك.
اترك تعليقاً