موسى وفرعون: دروس في العدالة والانتماء في زمن المحن

موسى عليه السلام في مواجهة "جميل" فرعون: قراءة في العدالة والانتماء

في قصة موسى عليه السلام مع فرعون، تتجلى دروس عميقة حول العدالة، الانتماء، وكيفية التعامل مع الظلم والاستبداد. لنستكشف هذه الدروس في ضوء مقولة "رفع العقوبات" أو "الإنعام" التي قد يستخدمها الظالمون لتبرير أفعالهم.

"ألم نربك فينا وليدًا؟" تذكير أم استغلال؟

عندما واجه موسى عليه السلام فرعون، ذكّره فرعون بالنعمة التي أنعم بها عليه بتربيته في قصره. هذا التذكير، الذي قد يبدو في ظاهره امتنانًا، يحمل في طياته استغلالًا للوضع، وتجاهلًا للظلم الواقع على بني إسرائيل.

رد موسى: صرخة في وجه الظلم

كان رد موسى عليه السلام حاسمًا: "{وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل}". هذا الرد يوضح أن "النعمة" التي يتحدث عنها فرعون ما هي إلا نتيجة لاستعباد بني إسرائيل. فلو لم يكن هناك استعباد وظلم، لما اضطرت أم موسى لإلقائه في اليم، ولما احتاج فرعون لتربيته.

دروس مستفادة:

  • الظلم لا يمحوه الإحسان الفردي: لا يمكن للظالم أن يغطي على ظلمه لشعب بأكمله بالإحسان إلى فرد أو مجموعة صغيرة منهم. الإحسان الفردي لا يعفي من المساءلة عن الظلم الجماعي.
  • الانتماء والولاء: كان لدى موسى عليه السلام ولاء وانتماء لشعبه المسحوق، ولم يسمح للإحسان الفردي أن ينسيه معاناة قومه. هذا الولاء هو جوهر المسؤولية الاجتماعية.
  • رفض التغطية على الجرائم: رفض موسى عليه السلام أن يكون جزءًا من محاولة تجميل صورة فرعون الظالم. هذا الرفض هو موقف أخلاقي ضروري لمواجهة الاستبداد.

فرعون: نموذج للحاكم المستبد

كما وصف الله فرعون: «إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيَعا يستضعف طائفة منهم». هذا الوصف يوضح أن فرعون لم يقم فقط بظلم بني إسرائيل، بل قام أيضًا بتقسيم المجتمع وتفريقه، مما أدى إلى انتشار التحاسد والتباغض.

خلاصة:

قصة موسى عليه السلام مع فرعون تحمل دروسًا قيمة في العدالة، الانتماء، ورفض الظلم. تعلمنا هذه القصة أنه لا يمكن للظالم أن يغطي على جرائمه بالإحسان الفردي، وأن الولاء للشعب والعدالة يجب أن يكونا فوق كل اعتبار. في زمن المحن والتحديات، يجب أن نتمسك بهذه القيم ونرفض أي محاولة لتبرير الظلم أو التغطية عليه.

المصدر: موقع طريق الإسلام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *