في مشهد يعكس عمق القلق المتزايد حيال مسار الديمقراطية في الولايات المتحدة، انضم نخبة من نجوم هوليود إلى آلاف المتظاهرين في مسيرات "لا ملوك" التي اجتاحت البلاد. تزامن هذا الحراك الشعبي مع احتفالات الذكرى 250 لتأسيس الجيش الأميركي وعيد ميلاد الرئيس السابق دونالد ترامب، ليؤكد على رسالة واضحة: رفض أي شكل من أشكال السلطوية وتقويض الدستور.
هوليود تنتفض: أصوات بارزة في وجه السلطة
لم يقتصر الأمر على مشاركة رمزية، بل شهدت المسيرات حضورًا لافتًا لشخصيات فنية مؤثرة مثل:
- مارك روفالو: الممثل المعروف بنشاطه السياسي، شارك في مظاهرة نيويورك وأكد على أن "ديمقراطيتنا في خطر حقيقي" وأن الرئيس السابق "نصّب نفسه ملكًا وديكتاتورًا".
- سوزان ساراندون: انضمت إلى روفالو في نيويورك، معبرة عن دعمها للحراك الشعبي.
- جيمي كيميل: الإعلامي الكوميدي الشهير شارك في مظاهرة ساوث باي بصحبة والديه، واصفًا الحضور بأنه "هائل، ملهِم، وسلمي".
- كيري واشنطن وجوليا لويس-درايفوس: رفعتا لافتة كتب عليها "الملك الوحيد الذي أحبه هو الفراشة" في مظاهرة سانتا مونيكا، كرمزية لرفض السلطة المطلقة.
- غلين كلوز: عبرت عن "انزعاج وحزن وغضب عميق" لدعمها المظاهرات السلمية، وشاركت في مسيرة مونتانا.
من نيويورك إلى لوس أنجلوس: حراك وطني عابر للولايات
لم تقتصر الاحتجاجات على مدينة واحدة، بل امتدت لتشمل مدنًا رئيسية في جميع أنحاء الولايات المتحدة، من نيويورك وأوستن وصولًا إلى لوس أنجلوس، التي أصبحت مركزًا للتظاهر ضد السياسات الفدرالية. وتأتي هذه المظاهرات كرد فعل على ما يراه المحتجون تجاوزات من قبل الإدارة السابقة، بما في ذلك نشر قوات الحرس الوطني والمارينز دون موافقة حكام الولايات، وعمليات التوقيف القسرية التي تنفذها وكالة الهجرة والجمارك.
رسائل قوية: الديمقراطية في خطر والحل في الوحدة
لم تقتصر مشاركة النجوم على الحضور، بل تعدتها إلى إطلاق تصريحات قوية تعكس مخاوفهم وتطلعاتهم. روفالو، على سبيل المثال، انتقد ما وصفه بـ "انتهاك الدستور" و "خطف المهاجرين"، ودعا إلى "إعادة تخيّل لأميركا" و "إعادة ترسيخ لمبادئنا الديمقراطية".
أما جيمي كيميل، فقد أكد على أهمية "المحبة المتبادلة" و "الاهتمام بالآخرين"، مشددًا على أن هذه القيم هي أساس المجتمع القوي.
"لا ملوك": حركة شعبية متنامية
تمثل احتجاجات "لا ملوك" تعبيرًا عن قلق متزايد حيال مستقبل الديمقراطية في الولايات المتحدة. من خلال مشاركتهم الفعالة وتصريحاتهم القوية، يساهم نجوم هوليود في تسليط الضوء على هذه المخاوف وتشجيع المواطنين على التعبير عن آرائهم والمشاركة في الحوار الوطني. هذه الحركة الشعبية المتنامية تؤكد على أن الديمقراطية ليست مجرد نظام حكم، بل هي قيم ومبادئ يجب الدفاع عنها وحمايتها.
خلاصة:
إن مشاركة نجوم هوليود في احتجاجات "لا ملوك" ليست مجرد خبر عابر، بل هي مؤشر على تحول عميق في الوعي السياسي والاجتماعي في الولايات المتحدة. هذه الأصوات البارزة، إلى جانب آلاف المواطنين العاديين، يرسلون رسالة واضحة: لن نصمت على الظلم، ولن نسمح بتقويض الديمقراطية، وسنظل ندافع عن قيمنا ومبادئنا حتى يتحقق العدل والمساواة للجميع.
اترك تعليقاً