ندوة سراييفو الدولية: رؤية جديدة للدراسات الإسلامية المعاصرة
أثارت ندوة دولية عقدت في كلية العلوم الإسلامية بجامعة سراييفو، بالتعاون مع كلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة القطرية، نقاشًا حيويًا حول مستقبل الدراسات الإسلامية. حملت الندوة عنوانًا مُلهمًا: "الدراسات الإسلامية المعاصرة: تحديات وآفاق جديدة"، وجمعت نخبة من الأساتذة والباحثين والخبراء من مختلف أنحاء العالم.
أهمية الحوار بين التراث والحداثة
ركزت الندوة على أهمية بناء جسور حوارية فعّالة بين ثراء التراث الإسلامي ومتطلبات العصر الحديث. شدد المنظمون على ضرورة إيجاد توازن منهجي دقيق بين النصوص الدينية الكلاسيكية والسياقات الفكرية والاجتماعية المعاصرة، لتقديم فهم شامل ومتجدد للإسلام.
افتتاح الندوة وكلمات رئيسية
افتتح الدكتور مصطفى حسني، عميد كلية العلوم الإسلامية بسراييفو، أعمال الندوة بكلمةٍ رحب فيها بالمشاركين، مشيدًا بالجهود المبذولة في التحضير لهذا الحدث العلمي المهم. أكد الدكتور حسني على أهمية تعزيز التعاون بين المؤسسات الأكاديمية الإسلامية على الصعيد العالمي، مُبرزًا التحديات الجديدة التي تواجه مؤسسات التعليم الإسلامي في عصرنا الحالي، والتي تتطلب إجاباتٍ رصينةً لتجنب فقدان التأثير.
أضاف الدكتور رجب شنتورك، عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة، رؤيته حول تطوير المناهج الدراسية في مجالي الحديث والفقه، مُشيرًا إلى أهمية الحفاظ على أصالة التراث مع التجديد المنهجي الذي يُحفز الاجتهاد، دون الاكتفاء بالتكيف مع المتغيرات بل بإعادة إحياء إسهامات الحضارة الإسلامية.
محاور الندوة وجلساتها
تألفت الندوة من ثلاث جلسات رئيسية:
-
الجلسة الأولى: تداخل التخصصات وتكامل العلوم الاجتماعية: أدارها الدكتور رجب شنتورك، وقدمت رؤية معرفية تقوم على تعدد الطبقات لفهم العلوم من خلال تكامل التخصصات المختلفة.
-
الجلسة الثانية: النهج متعدد التخصصات في الدراسات الإسلامية: شاركت فيها الدكتورة عايدة سمايتش، نائب عميد كلية العلوم الإسلامية بسراييفو، مع الدكتور رجب شنتورك، مُسلطةً الضوء على الأبعاد الأكاديمية والعملية للنهج متعدد التخصصات في فهم القضايا المعاصرة، وإثراء قراءة الواقع الاجتماعي بطريقة أكثر شمولية وفاعلية.
- الجلسة الثالثة: تحديات وآفاق الدراسات الإسلامية المعاصرة: شهدت مناقشات معمقة حول أبرز التحديات التي تواجه هذا المجال، بمشاركة نخبة من الباحثين، بما في ذلك الدكتور إبراهيم زين، والدكتور نجاد غرابوس، والدكتور معتز الخطيب، الذين قدموا تحليلات نقدية لرصد مكامن الضعف والفرص.
رؤى مستقبلية
قدم الدكتور مصطفى عثمان الأمين من جامعة حمد بن خليفة، والدكتور كينان موسيتش، نائب عميد كلية الدراسات الإسلامية في سراييفو، رؤىً جديدةً حول آفاق التطوير في الحقل المعرفي الإسلامي، مُشددين على أهمية التجديد المنهجي دون المساس بجوهر العلوم الإسلامية.
ختامًا، مثلت ندوة سراييفو الدولية منصةً مثاليةً للحوار البناء وتبادل الخبرات حول مستقبل الدراسات الإسلامية، مُسهمةً في إثراء الحقل المعرفي وتقديم رؤى جديدة تساهم في بناء مستقبلٍ زاهرٍ لهذه الدراسات.
اترك تعليقاً