هل لحمُكَ حلالٌ؟ حكم أكل اللحوم مجهولة الذبح
يُشكل أكل اللحوم مجهولة الذبح إشكاليةً شرعيةً لطالما حيرت الكثيرين. فما هو الحكم الشرعي في تناول لحمٍ لا نعلم هل ذُكر عليه اسم الله أم لا؟ سنُجيب عن هذا السؤال المهم مستندين إلى السنة النبوية الشريفة وقول العلماء.
قول النبي صلى الله عليه وسلم:
روى البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها أن بعض الصحابة سألوا النبي صلى الله عليه وسلم قائلين: "يا رسول الله، إن قومًا يأتوننا باللحم لا ندري أذكروا اسم الله عليه أم لا؟" فأجابهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «سَمُّوا الله عليه وكُلوه» (رواه البخاري برقم 2057). هذا الحديث يُشير إلى الحل العملي في حالة الشك، وهو ذكر اسم الله تعالى على اللحم قبل تناوله.
اختلاف العلماء في وجوب التسمية:
يختلف الفقهاء في حكم التسمية على الذبيحة، فمنهم من يرى وجوبها مطلقًا أو في غير حالة النسيان، ومنهم من يرى أنها ليست واجبة.
-
الرأي الأول (وجوب التسمية): يرى أصحاب هذا الرأي أنه في حال عدم التسمية على الذبيحة، فإنها تُعتبر غير حلال، إلا في حالة النسيان. ويُعتبر سؤال الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم دليلًا على أهمية هذه المسألة، وحلها العملي المتمثل بذكر اسم الله على اللحم.
- الرأي الثاني (عدم وجوب التسمية): يُرجح أصحاب هذا الرأي أن التسمية سنة وليست واجبة، وأن الذبيحة حلالٌ حتى وإن لم تُذكر عليها التسمية، لكن يُعد تركها تفريطًا بالسنة.
حكم أكل اللحوم مجهولة الذبح:
في ضوء هذه الآراء المتباينة، وما ورد في الحديث الشريف، يمكننا استنتاج ما يلي:
-
إذا تيقّنتَ عدم التسمية: فإن أكل اللحم لا يجوز في هذه الحالة، لأنك تعلم أنه لم يُذكر عليه اسم الله تعالى.
- إذا شككتَ في التسمية: يجوز في هذه الحالة أكل اللحم، و يُستحب ذكر اسم الله عليه قبل الأكل، للحصول على الأمان والاطمئنان. يُعتمد هنا على الأصل في الأشياء وهو الحلّ، وعدم العلم بالتسمية لا يُوجب الحرمة. خاصةً وأن اللحوم تُباع في الأسواق العامة من قبل مسلمين وأهل كتاب، ويُرجّح حسن ظنّنا بهم ما لم يُثبت خلاف ذلك.
الخلاصة:
إن أكل اللحوم مجهولة الذبح مسألةٌ تحتاج إلى تمييز بين حالة اليقين وحالة الشك. ففي حالة الشك، يُرجّح الحلّ، ويُستحب ذكر اسم الله تعالى على اللحم قبل تناوله، تحسبًا وتأمينًا. ولكن، إذا تيقّنتَ عدم التسمية، فلا يجوز تناوله. يُنصح دائماً بالحرص على شراء اللحوم من أماكن موثوقة، لضمان سلامتها شرعاً.
اترك تعليقاً