واشنطن تحت الحصار: استعراض عسكري ضخم يثير جدلاً في ذكرى تأسيس الجيش الأمريكي

واشنطن تحت الحصار: استعراض عسكري ضخم يثير جدلاً في ذكرى تأسيس الجيش الأمريكي

واشنطن تستعرض قوتها وسط إجراءات أمنية مشددة وانتقادات شعبية

تستعد العاصمة الأمريكية واشنطن لاستضافة استعراض عسكري ضخم بمناسبة الذكرى الـ 250 لتأسيس الجيش الأمريكي، وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة أدت إلى إغلاق واسع النطاق للشوارع والجسور الحيوية، ونشر حواجز أمنية مكثفة في جميع أنحاء المدينة. هذه الإجراءات، التي تهدف إلى تأمين الحدث، أثارت جدلاً واسعاً وانتقادات من قبل بعض السكان الذين يرون فيها تبذيراً للمال العام وتقييداً للحريات.

استعراض عسكري ضخم هو الأكبر منذ عقود

من المتوقع أن يشهد الاستعراض العسكري مشاركة وحدات من مختلف فروع الجيش الأمريكي، بالإضافة إلى مركبات قتالية وعروض جوية مبهرة. وتصف وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) هذا الحدث بأنه الأضخم من نوعه منذ عقود، مما يجعله محط أنظار المراقبين ووسائل الإعلام على حد سواء.

شوارع مهجورة وإجراءات أمنية مكثفة

تحولت شوارع واشنطن المزدحمة عادة إلى مناطق شبه مهجورة، باستثناء وجود مكثف لعناصر الشرطة والحواجز الأمنية الضخمة التي تحجب الرؤية. تنتشر لافتات "الطريق مغلق" و"ممنوع الدخول" في كل مكان، بينما تتوزع عربات الأمن على أطراف الساحات العامة، مما تسبب في ارتباك كبير في حركة النقل داخل المدينة ومحيطها.

تفاصيل الإجراءات الأمنية المشددة

تشمل الإجراءات الأمنية نشر أكثر من 18 ميلاً من الحواجز المعدنية لتطويق محيط الاحتفالات، وإقامة 175 نقطة تفتيش إلكترونية للتحكم في حركة الدخول إلى المنطقة الأمنية. كما تم إغلاق جسور حيوية تربط واشنطن بولاية فيرجينيا بشكل كامل، في إجراءات استثنائية بدأت منذ أيام وتستمر حتى وقت لاحق.

توقيت الاحتفال يثير الجدل السياسي

يأتي هذا الاحتفال العسكري الضخم في لحظة سياسية حساسة داخل الولايات المتحدة، حيث يتزامن مع الذكرى السنوية لميلاد الرئيس دونالد ترامب. يرى البعض في هذا الاحتفال محاولة من الرئيس لإبراز قوة الدولة وهيبتها، بينما ينتقده آخرون باعتباره تبذيراً للمال العام في وقت تعاني فيه البلاد من تحديات اقتصادية واجتماعية.

انتقادات شعبية للإجراءات الأمنية والإنفاق العام

عبّر العديد من سكان واشنطن عن انزعاجهم من الإجراءات الأمنية المشددة التي فرضت عليهم قيوداً على التنقل والحركة. ووصف البعض ما يحدث بأنه "تبذير غير مبرر" للمال العام في وقت تتزايد فيه نسب الفقر حتى داخل أوساط العاملين في القطاع الحكومي.

  • فانيسا: موظفة حكومية اضطرت للعمل من المنزل بسبب إغلاق الطرق، انتقدت تنظيم الاحتفال ووصفته بأنه "أداة فرجة لإرضاء غرور الرئيس".
  • أليكس: محارب قديم وصف الاحتفال بـ"التبذير غير المبرر لأموال دافعي الضرائب"، منتقداً تناقض سياسات التقشف مع هذا الإنفاق الضخم.

تكلفة الاحتفال تثير التساؤلات

على الرغم من أن السلطات لم تعلن رسمياً عن التكلفة الإجمالية للحدث، فإن تقديرات غير رسمية تتحدث عن ملايين الدولارات أنفقت على البنية الأمنية، وتحويلات المرور، والنقل اللوجستي للعربات العسكرية.

مخاوف من الاحتجاجات وتحذيرات رئاسية

لا تخلو المناسبة من مؤشرات توتر، خاصة في ظل تصاعد الأحداث في ولايات أخرى مثل كاليفورنيا. وقد حذّر الرئيس ترامب من "رد قوي" في حال حاول محتجون تعطيل مجريات الحفل، مؤكداً أن "القوة ستكون حاضرة لمنع أي تجاوزات".

دعوات للاحتجاجات المضادة

في المقابل، دعت منظمات مدنية إلى تنظيم احتجاجات متزامنة تحت شعار "لا ملوك في أميركا"، وتخطط لأكثر من ألفي موقع احتجاج عبر الولايات الأميركية، بهدف التعبير عما تصفه بـ"النزعة الاستبدادية المتزايدة" لإدارة ترامب.

السلطات تراقب الاحتجاجات المحتملة

أكد مسؤولو أمن في العاصمة أن السلطات تراقب عن كثب الدعوات إلى احتجاجات "نو كينغز"، وأنها وضعت خططاً للتعامل مع أي تجمعات سلمية ضمن الإطار القانوني.

المصدر: موقع الجزيرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *