منهج الشرك: رحلة من التوحيد إلى عبادة الأصنام في العصر الحديث

منهج الشرك: رحلة من التوحيد إلى عبادة الأصنام في العصر الحديث

منهج الشرك: رحلة من التوحيد إلى عبادة الأصنام في العصر الحديث

يُعدّ الشرك من أخطر المعاصي في الإسلام، وهو يُعرّف بأنه إشراك غير الله في عبادته. وقد اتخذ الشرك عبر التاريخ أشكالًا متنوعة، إلا أن منهجه واحدٌ في جوهره، وهو الانحراف التدريجي عن التوحيد الخالص لله سبحانه وتعالى. سنتناول في هذا المقال منهج الشرك، وكيف يتطور من فطرة التوحيد إلى عبادة الأصنام، مع التركيز على صوره الحديثة.

منهج الشرك في القرآن الكريم

يُبرز القرآن الكريم منهج الشرك بوضوح في سورة الأعراف، الآيات (189-192):

هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ * وَلَا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ

تُظهر هذه الآيات بدايات الشرك، حيث يدعو الزوجان الله عند ضيق الحال، وعند حصولهما على النعمة، يُشركان معه غيره. وهذا يُبرز خطورة الانحراف عن التوحيد حتى بعد الإقرار به.

الفطرة السليمة وانحرافها

فُطِرَ الإنسان على التوحيد، كما ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "كلُّ مولودٍ يولَدُ على الفطرةِ فأبواه يُهوِّدانِه أو يُنصِّرانِه أو يُمجِّسانِه". فالفطرة السليمة تدعو إلى التوجه لله وحده في السراء والضراء. لكن، مع مرور الوقت، قد يتأثر الإنسان بعوامل خارجية، مُؤديةً إلى انحرافه عن هذه الفطرة.

الشرك في العصر الحديث: أشكال وأمثلة

يأخذ الشرك في العصر الحديث أشكالًا مُتعددة، تتخفى غالبًا خلف قيم مُعاصرة:

  • عبادة القومية: حيث تُقدَّس الدولة أو الأمة فوق كل اعتبار، وتُفضَّل مصالحها على أوامر الله.
  • عبادة المادية: حيث يُصبح المال والسلطة هدفًا رئيسيًا للحياة، وتُنسى العلاقة مع الخالق.
  • عبادة الشهوات: حيث تُصبح الرغبات والملذات هي المحرك الرئيسي لسلوك الإنسان.
  • عبادة العلم المادي: حيث يُقدَّس العلم دون الأخذ بالأديان السماوية.

خطورة الشرك وأثره على الفرد والمجتمع

يُعدّ الشرك من أكبر الكبائر، وهو يُفسد النية ويُبعد الإنسان عن رحمة الله. كما يُؤدي إلى ضياع القيم والأخلاق في المجتمع، وينشر الفوضى والفساد.

الخلاصة

منهج الشرك واحدٌ في جوهره، وهو الانحراف التدريجي عن التوحيد، بغض النظر عن أشكاله المُتعددة. علينا أن نكون حذرين من الوقوع في شرك العصر الحديث، وأن نُحافظ على التوجه الخالص لله وحده. فالتوحيد هو أساس السعادة في الدنيا والآخرة.

المصدر: شبكة الألوكة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *