منصات التعلم الإلكتروني: دليل شامل للمفهوم والأهمية والمستقبل

مقدمة: ثورة في عالم التعليم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد،

شهد قطاع التعليم تحولًا جذريًا في السنوات الأخيرة، مدفوعًا بالتقدم التكنولوجي السريع. ومن بين أبرز مظاهر هذا التحول، ظهور وانتشار منصات التعلم الإلكتروني. لم تعد هذه المنصات مجرد أدوات مساعدة، بل أصبحت مكونًا أساسيًا في العملية التعليمية، مؤثرة في كيفية تعلم الطلاب وتفاعل المعلمين. في هذا المقال، سنستكشف مفهوم منصات التعلم الإلكتروني، ونستعرض تعريفات مختلفة لها، ونتناول أهميتها المتزايدة في عالم اليوم.

ما هي منصات التعلم الإلكتروني؟ تعريفات متعددة

تتعدد تعريفات منصات التعلم الإلكتروني، ولكنها تتفق جميعًا على أنها أدوات تكنولوجية قوية تُستخدم لتقديم التعليم والتدريب عن بعد. إليكم بعض التعريفات التي توضح هذا المفهوم:

عبد العال السيد (2016): يرى أن منصات التعلم الإلكترونية هي "بيئات تعليم تفاعلية توظف تقنية الإنترنت وأدوات ويب 2، وتجمع بين مميزات أنظمة إدارة المحتوى الإلكتروني وبين شبكات التواصل الاجتماعي، وتمكن المعلم من نشر الدروس والأهداف ووضع الواجبات وتطبيق الأنشطة التعليمية والاتصال بالمعلمين من خلال تقنيات متعددة."
Stoica et al. (2017): يعرفونها بأنها "بيئة تعليمية قائمة على تقنية الويب متخصصة في التعليم والتدريب الإلكتروني وما يتبعهما من أنشطة ومقررات إلكترونية، وإتاحة الوصول إلى هذه المقررات مع توفير أدوات اتصال وتواصل سهلة الاستخدام لتسهيل متابعة الدروس على المتعلمين والمتدربين، وتوفر كافة التفاعلات بسهولة والاختبارات الإلكترونية، وتقدم تواصلًا سلسًا بين المعلم والمتعلمين، وكذا توفر أدوات إدارة وتحكم تسهل المتابعة وتنسيق كافة الصلاحيات للمستخدمين."
Murphy (2019): يصفها بأنها "تطبيق من تطبيقات وأدوات ويب 2 تمثل بيئة تعليم من خلال تكنولوجيا الإنترنت توفر محتويات تعليمية وتدريبية تشاركية وتسهل تبادل الخبرات بفاعلية، وتسمح للمستخدمين بالتلاقي في مجموعات تشبه الكيانات الواقعية تسمى هذه المجموعات بمجموعات العمل."
بلقيس إسماعيل (2020): تعرفها بأنها "مواقع إلكترونية تجمع بين مميزات أنظمة إدارة المحتوى الإلكتروني وشبكات التواصل الاجتماعية عبر الويب، وتقوم على طرح الأنشطة والخبرات المهنية وعمل استطلاعات الرأي بين المتعلمين والمتدربين وتنمي معارفهم ومهاراتهم."

خصائص ومميزات منصات التعلم الإلكتروني

بناءً على التعريفات السابقة، يمكن تلخيص الخصائص والمميزات الرئيسية لمنصات التعلم الإلكتروني في النقاط التالية:

التفاعلية: توفر بيئة تفاعلية تشجع المشاركة الفعالة من المتعلمين.
المرونة: تتيح التعلم في أي وقت ومن أي مكان، مما يزيد من مرونة العملية التعليمية.
التواصل: توفر أدوات تواصل متنوعة بين المعلمين والمتعلمين، مثل المنتديات والدردشة المرئية.
إدارة المحتوى: تسهل إدارة المحتوى التعليمي وتنظيمه وتقديمه بطريقة جذابة.
التنوع: تدعم مجموعة واسعة من الأنشطة التعليمية، بما في ذلك الدروس التفاعلية والواجبات والاختبارات.
التخصيص: تسمح بتخصيص تجربة التعلم لتلبية احتياجات المتعلمين المختلفة.
الانتشار العالمي: تتيح الوصول إلى المتعلمين من جميع أنحاء العالم، متجاوزة الحدود الجغرافية والثقافية، وهو ما أكده كل من Pavek and Vaughan (2023) والسيد عبد المولى (2014).

مستقبل منصات التعلم الإلكتروني

من المتوقع أن يستمر نمو وتطور منصات التعلم الإلكتروني في المستقبل، مع ظهور تقنيات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي والمعزز. ستلعب هذه التقنيات دورًا هامًا في تحسين تجربة التعلم وتوفير فرص تعليمية أكثر تخصيصًا وتفاعلية.

خاتمة

في الختام، تمثل منصات التعلم الإلكتروني ثورة حقيقية في عالم التعليم، حيث توفر فرصًا تعليمية غير مسبوقة للجميع. ومع استمرار التطور التكنولوجي، ستزداد أهمية هذه المنصات في تشكيل مستقبل التعليم.

المراجع

بلقيس إسماعيل.(2020). دور المنصات التعليمية الإلكترونية في النمو المهني لمعلمات الطفولة المبكرة،المجلة التربوية،73،(73)،ص ص 1127-1156.
عبد العال السيد.(2016). المنصات التعليمية الإلكترونية Edmodo رؤية مستقبلية لبيئات التعلم الإلكترونية الاجتماعية.مجلة التعليم الإلكتروني. (16).
Murphy, V.(2019). Exploring Patterns in Student Dialogue While Using a Digital Platform Designed to Support Online Inquiry, Journal of Interactive Media in Education, 2019 (1), pp 2-14.
Pavek, C & Vaughan, M.(2023). Digital Reading Check-Ins: Supporting Independent Digital Reading. Reading Teacher, 76 (5),p p653-657.
Stoica, I,Orzan, M& Boboc,A, Caranica, C & Bucur, L. E. (2017). New Trends in E-learning Using Online Marketing Tools, The International Scientific Conference eLearning and Software for Education,1(1) ,pp 531-532.

المصدر: موقع طريق الإسلام