بسم الله الرحمن الرحيم،
الحمد لله الذي كتب النصر لعباده المؤمنين، وجعل الجهاد في سبيله ذروة سنام الدين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فإن أمة الإسلام إذا صدقت مع ربها، واستمسكت بحبل الله المتين، ورامت الحق بالصدق والإيمان، فإن الله ينصرها ويثبت أقدامها، وإن كانت قليلة العدد والعدة. وهذا وعد الله الذي لا يخلف، قال تعالى: “كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين” [البقرة: 249].
وفي هذه الأيام المباركة، شهدت أرض مخيم جباليا من البطولات ما يُظهر عزة هذا الدين وقوة جنوده، وذلك حينما قام رجال كتائب القسام بعملية مركبة ضربت قلب العدو في عقر داره. فقد أقدموا -بإيمان صادق ويقين راسخ- على طعن ثلاثة من جنود الاحتلال حتى قضوا نحبهم، واغتنموا أسلحتهم، ثم اقتحموا منزلاً تحصنت فيه قوة راجلة من جنود العدو، فقتلوا اثنين منهم عند بوابته، واشتد القتال بينهم وبين بقية القوة في مشهد من الشجاعة والإقدام.
وهذا يدل على أن أمة الإسلام لا تعجزها قلة الوسائل، إذا صدقت نيتها واعتمدت على ربها، قال النبي ﷺ: “واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك”.
وفي مشهد آخر، ألقى المجاهدون قنابل يدوية على جنود الاحتلال بجوار ناقلة جند، فأوقعوا فيهم القتلى والجرحى، فأذل الله الكافرين وأعز عباده المؤمنين، تحقيقًا لوعده: “إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم” [محمد: 7].
ولا ننسى ما أعلنه إخوانهم في سرايا القدس، من خوض معارك ضارية في مناطق أخرى من مخيم جباليا، مما يدل على وحدة الصف وجمع الكلمة، وهي من أعظم أسباب النصر، قال الله تعالى: “وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين” [الأنفال: 46].
إن هذه العمليات المباركة لتظهر للعالم أجمع أن هذه الأمة، مهما تكالب عليها أعداؤها، لا تزال حية، تقاتل دفاعًا عن دينها وأرضها وعرضها، وأن النصر وعد الله لعباده الذين يؤمنون به ويجاهدون في سبيله.
ونسأل الله أن يثبت المجاهدين، ويربط على قلوبهم، وينصرهم على أعدائهم، وأن يجعلهم مفتاحًا للفرج والنصر، وما ذلك على الله بعزيز.
والحمد لله رب العالمين.

اترك تعليقاً