مبادرة “الطائفة السورية”: جرمانا تتذكر الضحايا وتدعو إلى الوحدة الوطنية والسلم الأهلي

مبادرة “الطائفة السورية”: جرمانا تتذكر الضحايا وتدعو إلى الوحدة الوطنية والسلم الأهلي

جرمانا تحتضن مبادرة "الطائفة السورية" لنبذ الطائفية وتعزيز الوحدة الوطنية

في خطوة تهدف إلى تعزيز السلم الأهلي والعيش المشترك، استضافت مدينة جرمانا السورية مبادرة "الطائفة السورية" بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني، وذلك في أعقاب الأحداث المؤسفة التي شهدتها المدينة مؤخرًا. اللقاء، الذي اتسم بالحوار المفتوح والصريح، ركز على نبذ الطائفية ووضع أسس متينة لمستقبل سوري موحد ومزدهر.

وقفة حداد وتأكيد على الوحدة

افتتحت المبادرة فعالياتها بتقديم واجب العزاء لأهالي ضحايا الاشتباكات التي وقعت في جرمانا، معبرة عن أملها في ألا تتكرر مثل هذه الأحداث. وأكد مدير المبادرة، منذر رساس، على أن جرمانا تمثل نموذجًا مصغرًا لسوريا، وأن وحدتها وتماسكها هما أساس قوة الوطن.

تفاصيل الأحداث المؤسفة في جرمانا

شهدت جرمانا اشتباكات عنيفة بين فصائل محلية وجهة مسلحة مجهولة، أسفرت عن مقتل عناصر من الأمن العام وعدد من أبناء المدينة. جاءت هذه الأحداث على خلفية انتشار تسجيل صوتي مسيء، نُسب خطأً لأحد مشايخ الطائفة الدرزية.

حوار مفتوح ومشاركة واسعة

شارك في النقاش المفتوح أهالي الضحايا، ومشايخ ووجهاء المدينة، ورئيس البلدية، وأعضاء من مبادرة "الطائفة السورية". تمحورت النقاشات حول:

  • أحداث جرمانا الأخيرة: تحليل أسبابها وتداعياتها على النسيج الاجتماعي السوري.
  • تصاعد الخطاب الطائفي: بحث آليات مكافحة خطاب الكراهية والتحريض على العنف عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
  • دور المبادرات الأهلية: التأكيد على أهمية دور المجتمع المدني في إرساء السلم الأهلي وتعزيز المصالحة الوطنية.

"الطائفة السورية": رؤية لمستقبل موحد

أكد المشاركون على ضرورة التمييز بين "الطائفة الأسدية" التي ارتكبت جرائم بحق السوريين، و"الطائفة السورية" التي تسعى إلى تحقيق الوحدة الوطنية والعيش المشترك. وشددوا على أن المبادرات الأهلية تلعب دورًا حيويًا في تحقيق هذا الهدف، خاصة في المناطق التي شهدت توترات أمنية.

شهادات من قلب الحدث

  • كمال الخطيب (محامي وناشط مدني): رأى أن مبادرة "الطائفة السورية" تعبر عن تطلعات السوريين نحو مستقبل قوي ومزدهر، بعيدًا عن الطائفية والمناطقية، مؤكدًا على تاريخ سوريا الطويل في التعايش السلمي.
  • منذر رساس (مدير المبادرة): أوضح أن فكرة المبادرة انطلقت من توافق بين منظمات المجتمع المدني، التي رأت أن ضعف التماسك الاجتماعي يمثل أحد أبرز التحديات التي تواجه سوريا.
  • لين غريواتي (إحدى المشاركات): أشارت إلى أن النقاش المفتوح يمثل وسيلة مثلى لتسليط الضوء على المشكلات التي يواجهها السوريون، ودعم الطلاب الدروز الذين اضطروا إلى ترك جامعاتهم بسبب الأحداث الأخيرة.
  • مفيد كرباج (ناشط مدني من جرمانا): شدد على أهمية كل مبادرة تسهم في تقريب وجهات النظر بين السوريين، وإعادة تعريف الانتماء إلى الهوية الوطنية الجامعة، بهدف بناء دولة مدنية تحترم الدستور وتمنح الحقوق لأصحابها دون تمييز.

نحو تفعيل المواطنة الفاعلة

تهدف مبادرة "الطائفة السورية" إلى تفعيل مفهوم "المواطنة الفاعلة"، والتأكيد على أن توحيد الشعب ليس مسؤولية الدولة وحدها، بل هو واجب جماعي يتحمله المجتمع بأكمله. وتسعى المبادرة إلى تغيير الصور النمطية، والانفتاح على الآخر، وكسر الحواجز النفسية، ومد الجسور بين أبناء الوطن.

رسالة المبادرة: "دم السوري على السوري حرام"

تحرص المبادرة على الحضور في مختلف المناطق السورية، بهدف تقديم الدعم المادي والمعنوي، وإيصال رسالة واضحة: "دم السوري على السوري حرام"، داعية إلى رفض الفتن والتفرقة، وتعزيز الروح الوطنية الجامعة.

المصدر: موقع الجزيرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *