الإعلام كسلاح: كيف تشكل الأخبار وعينا وتوجهنا؟

مقدمة: سرعة الانتشار وتسطيح الوعي

في عصرنا الحالي، نشهد سرعة فائقة في انتشار الأخبار والأفكار عبر وسائل الإعلام والتواصل الحديثة. هذه السرعة، التي كان من المفترض أن تكون ميزة، أصبحت في كثير من الأحيان عاملًا مساهمًا في تسطيح الوعي وتعمية الحقائق. فبينما تتعدد الشعارات والأسماء الظاهرية، والتي توحي بتنوع الطروحات، يكشف التدقيق العميق عن وجود سيطرة شبه كاملة من قبل جهات محدودة.

هيمنة الإعلام: إغراق وحجب

تتجلى هذه السيطرة في الإغراق المتعمد بطرح معين أو خبر محدد، بينما يتم حجب الفضاء الإعلامي أمام طروحات أخرى. قد يمر خبر خطير مرور الكرام، كشهاب سرعان ما ينطفئ، دون أن يترك أثرًا في هذا الفضاء الواسع.

الإعلام كسلاح لتشكيل الرأي العام

لم يعد خافيًا على أحد أن الإعلام تحول إلى أداة متوحشة لصياغة الرأي العام وتوجيهه، وقيادة الشعوب بلا وعي منها في اتجاهات شتى. لنأخذ مثالًا حيًا يهمنا جميعًا، وهو أحداث الحادي عشر من سبتمبر وما تلاها.

رواية وحيدة وغزو مبرر

تم تسويق رواية وحيدة، وهي الرواية الأمريكية، وتحت شعار محاربة القاعدة والانتقام للعمل الإرهابي، تم غزو أفغانستان والعراق. النتيجة؟ بدلًا من حصار القاعدة، نجد أنها توسعت في الجزيرة واليمن وشمال إفريقيا والصومال ونيجيريا وما حولها، وتطورت إلى كيانات جديدة الفكر وأسلوب العمل.

الصور النمطية والتنظيمات الجديدة

امتلأ الفضاء بصور نمطية للتنظيمات الجديدة، من خطف للفتيات ومشاهد الإعدام. عن طريق هذه الصور، تم طرح تصور بأن هذه التنظيمات تمثل الإسلام، وأصبحنا أمام ظاهرة غريبة: أننا في الوقت نفسه متهمون وضحايا.

من الضحية ومن الجاني؟

لم نجد من يوضح أن المسلمين المتهمين بالإرهاب هم ضحاياه، ولم يوجد من يتكلم بصراحة أن التنظيمات وجدت وترعرعت في مناطق النفوذ الأمريكي ورديفه الإيراني. بل إن هذه التنظيمات استُعملت بنجاح منقطع النظير في:

  • تدمير القوى المقاومة للاحتلال الأمريكي في العراق.
  • تحطيم قوى الثورة السورية.
  • إرسالها لمواجهة طالبان.
  • تأديب رئيس الفلبين المشاكس!

تصريح خطير وتجاهل متعمد

أختم بتصريح خطير لرجل كان يومًا ما واجهة أمريكا لاحتلال أفغانستان، وقيمة التصريح أنه خطير على صاحبه، وأنه لم ينتشر بل تم كتمه كما في الكثير من التصريحات والبرامج التي تغرد خارج السرب.

اتهام أمريكي بدعم داعش

إنه تصريح اتهم فيه الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي الولايات المتحدة بدعم تنظيم «داعش» في بلاده. وقال كرزاي إن عناصر داعش الذين يمارسون أنشطة إرهابية في أفغانستان تم جلبهم جميعًا من الخارج لأجل بعض الأهداف (لم يحددها)، ويتلقون دعمًا من الولايات المتحدة.

الخلاصة: مسمار جحا الحديث

باختصار، يبدو أن هذه التنظيمات، في كثير من الأحيان، ليست سوى "مسمار جحا" الحديث، أداة يتم استخدامها لتحقيق أهداف خفية لا تصب في مصلحة الشعوب.

المصدر: موقع طريق الإسلام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *