الاستيقاظ في الليل فرصة عظيمة للاتصال بالله تعالى وتقوية الروح. لقد حث الإسلام على استدامة هذه الصلة بين العبد وخالقه، لما فيها من تطهير للقلب، وتزكية للنفس، واستمداد للعون والتوفيق. هذه الصلة هي حلاوة الإيمان التي تعيد للعبد نشاطه وحيويته الروحية.
أهمية ذكر الله في كل حين
يقول الحسن البصري رحمه الله: "تفقدوا الحلاوة في ثلاثة أشياء: في الصلاة، وفي الذكر، وفي قراءة القرآن، فإن وجدتم وإلا فاعلموا أن الباب مغلق."
فعندما يذكر العبد ربه، يتذكره الله تعالى ويتولاه بحفظه ورعايته. وكما جاء في الحديث القدسي: «أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني؛ فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم». (رواه البخاري ومسلم)
دعاء الاستيقاظ من الليل: سنة مهجورة
للذكر أوقات عامة وأخرى خاصة وردت بها السنة النبوية. ومن بين هذه الأذكار الخاصة، دعاء الاستيقاظ من الليل، والذي يعد من السنن المهجورة التي قد يغفل عنها الكثيرون إما جهلًا بها أو لعدم الاهتمام بفضلها العظيم.
فضل دعاء الاستيقاظ من الليل
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من تعارَّ من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله، وسبحان الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي، أو دعا، استُجيب له، فإنْ توضأ وصلى قُبِلت صلاته». (رواه البخاري)
شرح الحديث:
- تعارَّ من الليل: أي هبَّ من نومه واستيقظ.
- فضل الدعاء: وعد الله تعالى على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم أن من استيقظ من نومه لاهجًا لسانه بتوحيد الله والإذعان له بالملك والاعتراف بنعمته وحمده عليها، وتنزيهه عما لا يليق به بتسبيحه والخضوع له بالتكبير، والإقرار بالعجز والضعف إلا بعونه، فإنه إذا دعاه أجابه، وإذا صلى قبلت صلاته.
اغتنم هذه الفرصة العظيمة
هذا الذكر الذي يكون لمن استيقظ في أي ساعة من الليل هو فرصة عظيمة لا ينبغي تفويتها. إنه وقت استجابة الدعاء وقبول الصلاة إن توضأ العبد وصلى. لذا، حري بكل مسلم أن يحرص على هذا الذكر، ويغتنم العمل به، ويخلص نيته لربه العظيم. فلنجعل هذا الدعاء جزءًا من حياتنا اليومية، ولنحيي هذه السنة المهجورة التي تحمل في طياتها الخير والبركة.
اترك تعليقاً