يا لها من أنباءٍ تزخر بها صفحات هذا العصر، حتى لتخال القارئ في سوقٍ من الأحداث تضجّ بالأصوات وتنضح بالعبر! فإن شئت، استمع يا صاحبي لما قاله أبو عبيدة، الناطق الرسمي باسم أولئك الذين تسامت عزائمهم فوق الثريا، حتى باتوا أبطالاً يذيقون المحتل بأساً لا يطاق، ويثبتون أنهم في قلب معركة “طوفان الأقصى”، إذ يردُّون على عدوانٍ أثيمٍ بصرخةٍ مدوِّية: “لن ينعم الاحتلال بالأمن حتى ينعم به أبناء شعبنا”.
وأما عن رهان الاحتلال – وما أكثر رهاناته الخاسرة! – على أن يقنع أبطال الضفة عن نصرة إخوانهم في غزة، فقد قال عنه أبو عبيدة إنه “محكومٌ عليه بالفشل”، إذ لا تُثني الشدائد عزائم الرجال الذين عاهدوا الله على الصبر والمصابرة.
ثم جاءت الأحداث كما يُروى، فكانت على مقربةٍ من مستوطنة “كدوميم”، حيث أطلق المقاومون سهامهم، فكان القتلى ثلاثة، والجرحى تسعة، في مشهدٍ من العزيمة التي تهز كيان الغاصب وتخلخل أركانه.
ولئن كان الاحتلال يستبيح الدماء ويفتك بالآمنين، فإن رسالة المقاومة كانت واضحة، لا لبس فيها ولا غموض: “إن استمر عدوانكم، فستكون الكلفة من دماء جنودكم ومستوطنيكم”.
يا لها من حربٍ تبدو كأنما يقتتل فيها النور والظلام، وينبعث فيها صوتٌ من التاريخ يقول: “والله ليظهرن الحق ولو كره الظالمون”.
فما قولكم، أيها القراء؟ أليس الحق أحقَّ أن يُتّبع؟
اترك تعليقاً