مقدمة:
إن تسبيح الله تعالى ليس مجرد ترديد كلمات باللسان، بل هو عبادة عظيمة تتجلى فيها معاني الخشوع والتعظيم، وتسمو بالروح إلى آفاق التقرب إلى الخالق عز وجل. فما هي الحقائق التي ينبغي استحضارها في القلب عند قول "سبحان الله"؟ وكيف يمكن لتحويل التسبيح إلى تجربة روحانية عميقة؟
1. تنزيه الله عن النقائص:
عندما تلهج ألسنتنا بـ "سبحان الله"، يجب أن نتذكر ما نزه الله به نفسه في كتابه الكريم من كل نقص وعيب. فلنتأمل في عظمة الله الذي:
- لا شريك له ولا ند.
- ليس له صاحبة ولا ولد.
- لا يعتريه خطأ ولا نسيان.
- لا تأخذه سنة ولا نوم.
- لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.
- لا يمسه لغوب ولا تعب.
- لا تخفى عليه خافية.
- لا يظلم مثقال ذرة.
- لا يحتاج إلى أحد.
2. تنزيه الله المطلق:
إن تنزيه الله لا يقتصر على ما ذكر في الكتاب والسنة، بل يتجاوزه إلى تنزيهه المطلق عن كل ما لا يليق بكماله وجلاله، سواء علمناه أو لم نعلمه. فالله سبحانه وتعالى:
- منزه عن كل نقص.
- مطهر من كل دنس.
- السلام من كل عيب.
- لا يناله السوء.
- لا يُنسب إليه الشر.
3. إثبات الكمال لله:
كما ننزه الله عن كل نقص، فإننا نثبت له في المقابل كل كمال. فلنتذكر صفاته العلى وننسبها إليه بكمالها المطلق:
- العليم: كامل العلم الذي لا يحده زمان ولا مكان.
- الرحمن: كامل الرحمة التي وسعت كل شيء.
- القوي: كامل القوة الذي لا يعجزه شيء.
- اللطيف: كامل اللطف الذي يدرك أدق التفاصيل.
- وهكذا في جميع صفاته..
4. التسبيح مقام تعظيم:
التسبيح ليس مجرد كلمات، بل هو مقام تعظيم وتذلل لله تعالى. لذلك، فإن التسبيح يليق بهيئة التذلل والتعظيم والانحناء للرب، كما هو الحال في السجود والركوع. ومن عظمة التسبيح أنه:
- ذكر الملائكة وحملة العرش.
- عبادة دائمة لا تنقطع.
5. التسبيح لغة الكون:
ما من شيء في هذا الكون إلا يسبح بحمد الله. تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن. فعندما نسبح الله، فإننا:
- ننسجم مع الكون كله.
- نشارك المخلوقات في تسبيحها لله.
6. تحقيق غاية الخلق:
إن التسبيح هو تحقيق للغاية التي خلقنا الله من أجلها، والتي بعث رسوله صلى الله عليه وسلم لتحقيقها، كما قال تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}.
7. فضل التسبيح العظيم:
للتسبيح فضل عظيم وثواب جزيل، فبه:
- تغفر الخطايا والذنوب.
- هو أحب الكلام إلى الله.
خاتمة:
فلنجعل التسبيح عبادة قلبية قبل أن تكون لفظية، ولنستحضر هذه المعاني العظيمة عند قول "سبحان الله"، لننال بذلك رضا الله ومحبته، ونرتقي في مدارج القرب إليه.
اترك تعليقاً