الحرية الحقيقية: نور يضيء دروب الخلاص من الظلمات**

الحرية: أبعد من مجرد كلمة

لطالما كانت الحرية حلمًا يراود البشرية، لكن ما هي الحرية الحقيقية التي يجب أن نسعى إليها؟ إنها ليست مجرد التحرر من القيود المادية، بل هي أعمق وأشمل من ذلك بكثير. إنها الخروج من الظلمات التي صنعناها بأنفسنا، إلى النور الذي أراده الله لنا، النور الذي هو جوهر رسالات الأنبياء وغاية الكتب السماوية.

نور الهداية: رسالة الرسل والكتب

لقد أنزل الله الكتب وأرسل الرسل ليخرج الناس من ظلمات الجهل والضلال إلى نور الهداية والإيمان. يقول تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} (إبراهيم: 1). ويقول سبحانه: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} (الأحزاب: 43). هذه الآيات تجسد الغاية السامية للرسالة الإلهية: تحرير الإنسان من قيود الجهل والضلال، وهدايته إلى نور الحق واليقين.

مظاهر الحرية الحقيقية

الحرية الحقيقية تتجلى في صور متعددة، منها:

  • التحرر من الشرك والجاهلية: الانتقال من ظلام الشرك والجاهلية إلى نور التوحيد الخالص، حيث لا شريك لله في العبادة ولا معبود بحق سواه.

  • الخروج من سجن الدنيا: التطلع إلى الآخرة الدائمة، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «الدنيا سجن المؤمن، وجنّة الكافر». إن الحرية الحقيقية تكمن في عدم الانغماس في ملذات الدنيا الفانية، والعمل للآخرة الباقية.

  • التحرر من الهوى والنفس: التغلب على شهوات النفس الأمّارة بالسوء، والالتزام بأوامر الله ورسوله، والوقوف عند حدوده.

  • التخلص من الحزبيات الضيقة: الانفتاح على سعة الإسلام ورحابته، وعدم التعصب لفئة أو جماعة، فالإسلام يتسع لكل من شهد أن لا إله إلا الله.

لا تضيّقوا واسعاً!

إن الحرية الحقيقية تتطلب منا أن نكون متسامحين مع المخالفين، وأن لا نضيق واسعاً على من يختلفون معنا في الرأي أو الاجتهاد. فالإسلام دين يسر وسماحة، يدعو إلى الحوار والتفاهم، ونبذ التعصب والتطرف. فلنجعل من الحرية نوراً يضيء دروبنا، ويهدينا إلى سواء السبيل.

المصدر: موقع طريق الإسلام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *