الأضحية: بين عظمة الشعيرة ومبررات التقصير


الأضحية: بين عظمة الشعيرة ومبررات التقصير

الأضحية، سنة مؤكدة وعمل جليل، تمثل قربة عظيمة إلى الله تعالى، تتجدد مرة واحدة في العام، مما يجعل قلوب الصالحين تتوق إليها. في المقابل، نجد البعض يكثرون من التساؤلات ويبحثون عن مبررات للتنصل منها، متذرعين بأسباب مختلفة مثل السكن المشترك مع الأهل، أو ارتفاع أسعار الأضاحي، أو حقيقة أنها سنة وليست فرضًا.

هل نتردد في الكماليات كما نتردد في الأضحية؟

هل هذا التردد والتحفظ يظهر بنفس الحدة عند شراء الكماليات أو عند استقبال ضيف عزيز؟ أليس الأجدر بنا أن نعظم شعائر الله كما أمرنا؟ يقول تعالى: {ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب}. (الحج: 32)

صحيح أن الأضحية سنة وليست فرضًا، ولكن هذا لا يقلل من عظم شأنها وأهميتها. فمن لم يوفق لأداء الأضحية هذا العام، عليه أن ينتظر عامًا كاملاً حتى يحين موعدها مرة أخرى. وقبل ذلك، عليه أن يتذكر أن الأجل بيد الله، فقد لا يمهله القدر للوصول إلى تلك الأيام الفاضلة.

استشعار عظمة الأضحية والإقبال عليها

رحم الله عبدًا استشعر عظمة الأضحية وأقبل عليها منشرح الصدر، راجيًا الأجر من الله، وباحثًا عن الأكمل والأفضل من الأنواع. ليس همه مجرد الإجزاء، بل همه نيل رضا الله الواحد الأحد. لقد ضحى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين، فهل نقتدي به؟

النية الصادقة تعوض العجز

وإذا لم يستطع المسلم أن يضحي لقلة ذات اليد، فلا يحرم نفسه من النية الصالحة. فلينوِ أنه لو كان يستطيع لفعل. فالله أرحم بعباده من أن يكلفهم بما لا يطيقون، وهو أكرم من أن يحرم صاحب النية الصادقة من الأجر. فالنية الصادقة ترفع صاحبها إلى منزلة الفاعل، وكلاهما في الأجر سواء.

دعاء ختامي

اللهم تقبل من الحجاج حجهم، ويسر لهم إتمام نسكهم، وتقبل من أهل الأمصار صومهم وذكرهم وأضاحيهم، يا جواد يا كريم.

المصدر: موقع طريق الإسلام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *