لا تنقطع: دروس في الثبات والإصرار من معركة مؤتة**

دروس من معركة مؤتة: كيف تستمد الإصرار في وجه التحديات

معركة مؤتة ليست مجرد حدث تاريخي، بل هي منجم زاخر بالدروس والعبر التي تلهمنا في مواجهة تحديات الحياة. قصة استشهاد زيد بن حارثة ثم جعفر بن أبي طالب، رضي الله عنهما، وهما يحملان الراية بكل ما أوتيا من قوة وإصرار، تمثل قمة التفاني والثبات على المبدأ.

ثبات في وجه المصائب: درس في الإيمان الحقيقي

تصور المشهد: جعفر بن أبي طالب، بعد استشهاد زيد، يحمل الراية بيمينه، ثم تُقطع يمينه، فلا يتردد لحظة ويحملها بشماله. وعندما تُقطع شماله، يحتضن الراية بين عضديه حتى يسقط شهيدًا. هذا المشهد يجسد الإيمان الصادق والتضحية المطلقة من أجل الحق.

لا تستسلم: استمر في دعوتك مهما اشتدت الصعاب

إن الرسالة واضحة: لا تنقطع عن دعوتك، لا تتوقف عن عمل الخير، لا تيأس مهما تكاثرت عليك المصائب والهموم. استمر وقاتل عن دينك وقيمك حتى آخر رمق.

الاختبار الإلهي: البلاءات صقل للإيمان

تذكر أن الله يختبر عباده بالبلاءات ليصقل إيمانهم ويزيدهم قوة. كما قال تعالى: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ}. فالبلاء ليس نهاية الطريق، بل هو فرصة للنمو والارتقاء.

لا تركن إلى لحظات الصفاء: العمل المستمر هو سر النجاح

قد يتوقف البعض عن العمل والدعوة بسبب المرض، أو الزواج، أو العمل، أو المشاكل. ينتظرون لحظات الصفاء، ولكن الصفاء في هذه الدنيا قليل. إذا اقتصر عملنا على لحظات الصفاء فقط، فسيفوتنا الكثير من الخير.

الصدق في الشدة: علامة الإخلاص والبركة

لا يُطلب منك أن تؤدي في حال التعب والمرض كما تؤدي في حال الصحة والفراغ، ولكن العمل في لحظات الشدة هو علامة الصدق والإخلاص. وبالصدق تحل البركة، وبالبركة يكون الأثر والأجر العظيم.

الحبو في الشدة: أجر مضاعف

تذكر أن الحبو في لحظة الشدة والضيق قد يزيد على أجر الجري في لحظة السعة والصفاء. فكل جهد تبذله في سبيل الله، مهما كان صغيرًا، له قيمة عظيمة عند الله، خاصةً عندما يكون في وقت الشدة.

الخلاصة:

استلهم من قصة معركة مؤتة دروسًا في الثبات والإصرار. لا تنقطع عن دعوتك، استمر في عمل الخير، واعلم أن الله معك في كل خطوة تخطوها. تذكر أن الصدق في الشدة يجلب البركة والأجر العظيم.

المصدر: موقع طريق الإسلام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *