نيسان الأسود: شهر الانتهاكات المتصاعدة في القدس المحتلة
شهد شهر نيسان/أبريل الماضي تصعيداً خطيراً في الانتهاكات الإسرائيلية الممنهجة ضد المسجد الأقصى المبارك والحقوق الفلسطينية في مدينة القدس المحتلة، مما ينذر بتداعيات خطيرة على مستقبل المدينة المقدسة.
اقتحامات غير مسبوقة للمسجد الأقصى
أرقام صادمة: اقتحم المسجد الأقصى خلال الشهر الماضي ما يزيد عن 10 آلاف مستوطن، وتحديداً 10,031 مستوطناً، وشهدت أيام عيد الفصح اليهودي ذروة هذه الاقتحامات، حيث بلغ عدد المقتحمين 6,768 مستوطناً خلال 5 أيام فقط.
انتهاكات جديدة: سُجّل في خامس أيام عيد الفصح رقماً قياسياً جديداً للاقتحامات في يوم واحد، حيث بلغ عدد المقتحمين 2,258 مستوطناً. كما سمحت شرطة الاحتلال للمرة الأولى بدخول مجموعات كبيرة تضم نحو 200 متطرف دفعة واحدة، بعد أن كانت المجموعات تتراوح بين 30 إلى 45 مستوطناً.
طقوس استفزازية: أدى المستوطنون المتطرفون طقوساً وصلوات توراتية داخل المسجد الأقصى، ورقصوا وغنوا وصفقوا واقتحموا الساحات حفاة الأقدام، في استفزاز سافر لمشاعر المسلمين.
مشاركة شخصيات متطرفة: شارك عضو الكنيست المتطرف "تسيفي سوكوت" في الاقتحامات وأدى طقس "السجود الملحمي" بحماية شرطة الاحتلال، وهو طقس ديني يتضمن الانبطاح الكامل على الأرض، في تحدٍ واضح للوضع القائم في المسجد الأقصى.
محاولات لتقديم القرابين: نشطت الجماعات المتطرفة قبيل عيد الفصح في الدعوة إلى ذبح وتقديم القرابين الحيوانية داخل المسجد الأقصى، وضُبطت عدة محاولات لتهريبها بالفعل، مما يعكس النوايا الخطيرة لهذه الجماعات.
اقتحام بن غفير: لم يقتصر الأمر على اقتحامات المستوطنين، بل قام وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير باقتحام المسجد الأقصى في اليوم الثاني من شهر أبريل، وهو الاقتحام الثامن له منذ توليه منصبه.
مخططات لتوسيع الاعتداءات
دعوات لفتح الأقصى للمستوطنين: أطلقت جماعات المعبد المتطرفة عريضة لجمع ألف توقيع لمطالبة بن غفير بفتح المسجد الأقصى أمام المقتحمين للاحتفال بـ"يوم القدس" في نهاية شهر مايو/أيار، والمطالبة بإدخال كافة الأدوات المقدسة اللازمة لصلواتهم.
رفع الأعلام الإسرائيلية: انتشرت دعوات على منصات التواصل لرفع الأعلام الإسرائيلية في الأقصى بشكل جماعي خلال الاحتفال بيوم "الاستقلال" الإسرائيلي، ونشرت صفحات جماعات الهيكل تصاميم تظهر صورة قبة الصخرة محاطة بعشرات الأعلام الإسرائيلية.
فيديو تحريضي: نشرت مجموعة من المتطرفين فيديو بتقنية الذكاء الاصطناعي يظهر تفجير المسجد الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم مكانه، تحت عنوان "العام القادم في القدس"، في تحريض خطير على العنف والكراهية.
انتهاكات حقوق الإنسان والاعتقالات
اعتقالات واسعة النطاق: وثقت الجزيرة نت 54 حالة اعتقال في محافظة القدس خلال شهر أبريل، من بينهم 7 قاصرين و4 نساء.
اعتقال إداري: أصدرت محاكم الاحتلال 12 أمر اعتقال إداري بحق أسرى مقدسيين.
أحكام قاسية: حُكم على المقدسي باسل عبيدية بالسجن لمدة 24 عاماً بعد اتهامه بتنفيذ عملية طعن قرب باب الخليل.
الإبعاد: تسلم 11 مقدسياً أوامر إبعاد، بينها 4 عن المسجد الأقصى و3 عن الضفة الغربية.
الحبس المنزلي: صدرت أوامر حبس منزلي بحق 8 مقدسيين، من بينهم 3 أطفال.
هدم المنازل والمؤسسات
هدم المنازل: وثق فريق الجزيرة نت 26 عملية هدم، بينها 3 عمليات هدم ذاتي قسري، وشملت عمليات الهدم منزل الشهيد المقدسي محمد شهاب.
إغلاق المؤسسات: أغلقت قوات الاحتلال مقرَي "صندوق وقفية القدس" و"اتحاد نقابات عمّال فلسطين" بادعاء تبعيتهما للسلطة الفلسطينية.
الاعتداء على الأونروا: تم اقتحام مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الستّ الواقعة داخل حدود بلدية القدس، وإخطارها بالإغلاق.
الاعتداء على المسيحيين
لم يَسلم المسيحيون كما كل عام من الاعتداءات التي تترافق مع احتفالهم بعيد الفصح، إذ مُنعوا من الوصول إلى كنيسة القيامة وتم الاعتداء عليهم من قبل شرطة الاحتلال في أزقة البلدة القديمة.
الخلاصة
يشكل شهر نيسان/أبريل 2025 نقطة تحول خطيرة في سياسة الاحتلال الإسرائيلي تجاه مدينة القدس المحتلة، حيث تزايدت الانتهاكات بشكل غير مسبوق وتصاعدت الدعوات إلى تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى. يتطلب هذا الوضع تحركاً دولياً عاجلاً لوقف هذه الانتهاكات وحماية الحقوق الفلسطينية في المدينة المقدسة.
اترك تعليقاً