زيمبابوي تستهدف تعزيز صناعة الليثيوم: حظر تصدير المركزات بحلول 2027

زيمبابوي تستهدف تعزيز صناعة الليثيوم: حظر تصدير المركزات بحلول 2027

زيمبابوي تخطط لتحويل نفسها إلى مركز إقليمي لتصنيع الليثيوم

في خطوة جريئة تهدف إلى تعزيز القيمة المضافة لثرواتها المعدنية، أعلنت زيمبابوي عن حظر تصدير مركّزات الليثيوم بدءًا من عام 2027. يأتي هذا القرار في إطار استراتيجية شاملة تهدف إلى تطوير صناعة معالجة الليثيوم محليًا، وتعظيم الفوائد الاقتصادية للبلاد من هذا المعدن الاستراتيجي.

من حظر الخام إلى حظر المركزات: خطوة نحو التصنيع الكامل

تُعد زيمبابوي حاليًا أكبر منتج لليثيوم في أفريقيا، وقد بدأت بالفعل في اتخاذ خطوات جادة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في معالجة هذا المعدن الحيوي. ففي عام 2022، فرضت الحكومة حظرًا على تصدير الليثيوم الخام، بهدف إجبار شركات التعدين على إنشاء مصانع للمعالجة داخل البلاد. والآن، مع الإعلان عن حظر تصدير المركزات، تتجه زيمبابوي نحو تحقيق هدفها الأسمى وهو التصنيع الكامل لليثيوم.

لماذا الليثيوم مهم؟

يشهد الليثيوم طلبًا عالميًا متزايدًا، نظرًا لدوره الحيوي في إنتاج بطاريات السيارات الكهربائية وتقنيات الطاقة النظيفة. فكبريتات الليثيوم المكررة هي عنصر أساسي في هذه البطاريات، مما يجعل الليثيوم معدنًا استراتيجيًا في عصر التحول نحو الطاقة المستدامة.

خطط طموحة ومشاريع قيد التنفيذ

وفقًا لوزير المناجم في زيمبابوي، وينستون شيتاندو، يجري حاليًا تطوير مصانع كبريتات الليثيوم في منجمين رئيسيين:

  • منجم بيكيتا مينرالز: المملوك لشركة "سنومين".
  • منجم ليثيوم زيمبابوي: المملوك لشركة "تشجيانغ هوابو كوبالت".

وبمجرد اكتمال هذه المشاريع، ستكون زيمبابوي قادرة على معالجة كميات كبيرة من الليثيوم محليًا، مما يمهد الطريق لحظر تصدير المركزات في عام 2027.

الاستثمارات الصينية تلعب دورًا محوريًا

منذ عام 2021، استثمرت شركات صينية، بما في ذلك "سنومين" و"تشجيانغ هوابو كوبالت"، أكثر من مليار دولار في مشاريع الليثيوم في زيمبابوي. ساهمت هذه الاستثمارات في تطوير البنية التحتية اللازمة لإنتاج ومعالجة الليثيوم، مما ساعد زيمبابوي على تحقيق تقدم كبير في هذا المجال.

دعم الاقتصاد المحلي وخلق فرص العمل

تعتبر الحكومة الزيمبابوية أن معالجة المعادن محليًا، بما في ذلك الليثيوم والذهب، أمر بالغ الأهمية لدعم الاقتصاد المحلي وخلق المزيد من فرص العمل. من خلال فرض قيود على تصدير المواد الخام والمعادن غير المصنعة، تسعى زيمبابوي إلى تعزيز القيمة المضافة لثرواتها الطبيعية، وتحويل نفسها إلى مركز إقليمي لتصنيع الليثيوم.

تحديات مستقبلية

على الرغم من هذه الجهود الطموحة، تواجه زيمبابوي بعض التحديات، بما في ذلك تقلبات أسعار الليثيوم في السوق العالمية. ففي عام 2023، اضطرت السلطات إلى تخفيف بعض القيود بعد انهيار الأسعار، مما يدل على أهمية التكيف مع ظروف السوق المتغيرة. ومع ذلك، تظل زيمبابوي ملتزمة بتحقيق هدفها المتمثل في تطوير صناعة ليثيوم مستدامة ومزدهرة.

المصدر: موقع الجزيرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *