مع تصاعد حدة التوتر وتلويح شبح الحرب في الأفق، يحلل خبراء ومحللون سياسيون الوضع المتأزم بين إسرائيل وإيران، ويستعرضون السيناريوهات المحتملة وتداعياتها على استقرار الشرق الأوسط.
الشرق الأوسط على حافة الهاوية: تصعيد خطير بين إسرائيل وإيران
تشهد منطقة الشرق الأوسط حالة من الترقب والقلق المتزايدين، في ظل تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران، وتزامن ذلك مع تعثر المفاوضات النووية وإجراءات أمريكية احترازية تثير المخاوف من تصعيد وشيك. فهل نحن على أعتاب حرب شاملة؟
إجراءات أمريكية تثير القلق:
- إخلاء السفارات: أشارت تقارير إلى استعداد وزارة الخارجية الأمريكية لإصدار أوامر بمغادرة الموظفين غير الأساسيين وعائلاتهم من سفاراتها في بغداد والبحرين والكويت، مما يعكس قلقاً متزايداً بشأن الوضع الأمني.
- مغادرة عائلات الجنود: أعلن وزير الدفاع الأمريكي عن مغادرة أسر الجنود الأمريكيين في مناطق عمل القيادة الوسطى، مما يزيد من التكهنات حول احتمالية تصعيد عسكري.
إسرائيل و"الفرصة التاريخية" لضرب إيران
يرى خبراء أن إسرائيل تراقب الوضع عن كثب وتستعد لضربة عسكرية محتملة ضد إيران في حال فشل المفاوضات النووية.
وجهة النظر الإسرائيلية:
- لحظة مواتية: تعتبر إسرائيل هذه اللحظة "مواتية" لضرب المشروع النووي الإيراني، وتؤكد على وجود توافق بين المؤسسة السياسية والعسكرية حول هذه الخطوة.
- إضعاف إيران: تعتقد إسرائيل أنها قادرة على إلحاق الضرر بالمشروع النووي الإيراني، خاصة بعد "إضعاف" ما تسميه "أذرع إيران" في المنطقة، وعلى رأسها حزب الله.
- هدف استراتيجي: ضرب إيران يمثل هدفاً استراتيجياً لإسرائيل، وترى أن الوقت الحالي هو "اللحظة التاريخية" المناسبة لتحقيق هذا الهدف.
تحذيرات من ضربة وشيكة وتداعيات كارثية
يؤكد خبراء عسكريون واستراتيجيون أن الإجراءات الأمريكية تشير إلى وجود معلومات استخباراتية تفيد باحتمالية عالية لتوجيه ضربة عسكرية.
مؤشرات مقلقة:
- معلومات استخباراتية: لا يمكن للإدارة الأمريكية إصدار أوامر بإخلاء السفارات إلا إذا كانت لديها معلومات شبه مؤكدة بشأن فرص حدوث ضربة عسكرية.
- تهديد غير مباشر: التهديد قد لا يكون إيرانياً مباشراً للولايات المتحدة، ولكنه قد يتعلق بتطور الموقف بين إسرائيل وإيران.
إيران: بين الحلول الدبلوماسية والاستعداد للرد
في المقابل، تؤكد إيران على أن البرنامج النووي له حل سياسي، وتعرب عن استعدادها لتقديم تنازلات لبناء الثقة مع واشنطن والغرب، مع التأكيد على الاستعداد للرد في حال وقوع هجوم عسكري.
الموقف الإيراني:
- حلول دبلوماسية: تؤمن طهران بإمكانية التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة من خلال المفاوضات.
- الاستعداد للرد: في الوقت نفسه، تستعد إيران للرد في حال فشلت المفاوضات ووقوع عمل عسكري ضد مواقعها النووية.
سيناريوهات ما بعد الضربة: حرب إقليمية شاملة
يحذر الخبراء من أن الضربة المحتملة لن تكون محدودة، بل ستشمل حملة هجومية تستهدف المواقع النووية والمواقع العسكرية والاقتصادية الإستراتيجية الإيرانية.
تداعيات محتملة:
- حرب إقليمية: الإقليم بأكمله قد ينزلق إلى حرب شاملة، تتطور الأحداث خلال ساعات وليس أيام.
- تغيير التوازنات: قد تؤدي الضربة إلى تغيير خريطة التوازنات الإقليمية، وربما إعادة تشكيل المنطقة بأكملها.
هل تنجح المفاوضات في تجنب الكارثة؟
مع اقتراب موعد الجولة الجديدة من المفاوضات الإيرانية الأمريكية، يبقى السؤال: هل تنجح الدبلوماسية في تجنب الكارثة، أم أن المنطقة تتجه نحو مواجهة عسكرية شاملة؟
اترك تعليقاً