في أعقاب التقارير التي تفيد بوقوع ضربات استهدفت مواقع في إيران، بما في ذلك تلك المرتبطة ببرامج الطاقة النووية والصواريخ الباليستية، يزداد الاهتمام بقطاع الطاقة الإيراني الحيوي. بينما أكدت الشركة الوطنية الإيرانية لتكرير وتوزيع النفط سلامة منشآت التكرير والتخزين، تظل الأسئلة قائمة حول التأثيرات المحتملة على الإمدادات العالمية وتوازن القوى في سوق الطاقة.
قطاع الطاقة الإيراني: لمحة عامة
تُعد إيران لاعباً رئيسياً في سوق الطاقة العالمي، حيث تمتلك احتياطيات نفط وغاز هائلة. إليكم نظرة مفصلة على هذا القطاع:
- النفط: تحتل إيران المرتبة الثالثة بين أكبر منتجي النفط في منظمة أوبك، بإنتاج يبلغ حوالي 3.3 مليون برميل يومياً، ما يعادل نحو 3% من الإنتاج العالمي.
- المكثفات: تنتج إيران أيضاً حوالي 1.3 مليون برميل يومياً من المكثفات والسوائل الأخرى، تمثل حوالي 4.5% من الإمدادات العالمية.
- الغاز: تنتج إيران حوالي 34 مليار قدم مكعبة من الغاز يومياً، أي ما يعادل 7% من الإنتاج العالمي، ويُستهلك هذا الغاز بالكامل محلياً.
العقوبات وتأثيرها على صادرات النفط
واجهت إيران عقوبات اقتصادية متعددة على مر السنين، بدأت في عام 1979 واستمرت مع تصاعد التوترات الجيوسياسية.
- العقوبات الأمريكية: شددت الولايات المتحدة العقوبات في عام 2018 بعد الانسحاب من الاتفاق النووي، مما أدى إلى تراجع حاد في صادرات النفط الإيرانية.
- الالتفاف على العقوبات: على الرغم من العقوبات، تمكنت إيران من الالتفاف عليها عبر طرق مختلفة، مثل عمليات النقل من سفينة إلى أخرى وإخفاء مواقع الناقلات.
- الصادرات إلى الصين: تعتبر الصين المشتري الرئيسي للنفط الإيراني، حيث تصر بكين على أنها لا تعترف بالعقوبات المفروضة على شركائها التجاريين.
أرقام الصادرات والإنتاج الحالية
تشير البيانات إلى أن صادرات النفط الإيرانية قد ارتفعت في الأشهر الأخيرة.
- صادرات النفط الخام والمكثفات: بلغت حوالي 1.8 مليون برميل يومياً في مايو/أيار، وهو ما يقترب من ذروة الصادرات في عام 2018.
- تكرير النفط: تقوم إيران بتكرير حوالي 2.6 مليون برميل يومياً من النفط الخام والمكثفات.
المواقع الرئيسية لإنتاج الطاقة
تتركز مرافق إنتاج النفط والغاز الإيرانية في المناطق الجنوبية الغربية من البلاد.
- خوزستان: تقع منشآت النفط الرئيسية في إقليم خوزستان.
- بوشهر: تتركز منشآت الغاز في بوشهر.
- حقل بارس الجنوبي: يُستخرج المكثفات من حقل بارس الجنوبي العملاق.
- جزيرة خرج: يتم تصدير 90% من النفط الخام الإيراني عبر جزيرة خرج.
إمكانية التعويض عن أي نقص في الإمدادات
في حال حدوث أي انقطاع في الإمدادات الإيرانية، يرى المحللون أن السعودية وبعض أعضاء أوبك يمكنهم تعويض هذا النقص من خلال استغلال طاقتهم الإنتاجية الفائضة. ومع ذلك، فإن هذه القدرات الاحتياطية تعاني من ضغوط كبيرة، خاصة مع سعي بعض المنتجين لرفع أهداف الإنتاج.
الخلاصة
يبقى قطاع الطاقة الإيراني محط أنظار العالم، خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية المتزايدة. وبينما تمكنت إيران من الحفاظ على مستويات إنتاجها وتصديرها على الرغم من العقوبات، فإن أي تصعيد إضافي قد يؤثر بشكل كبير على سوق الطاقة العالمي وتوازناته.
اترك تعليقاً