إيران وإسرائيل: كيف تعيد القدرات الهجومية الإيرانية تعريف المواجهة؟

إيران وإسرائيل: كيف تعيد القدرات الهجومية الإيرانية تعريف المواجهة؟

إيران وإسرائيل: كيف تعيد القدرات الهجومية الإيرانية تعريف المواجهة؟

مقدمة: تحول ديناميكيات الصراع الإسرائيلي الإيراني

شهدت الأسابيع الأخيرة تصعيداً خطيراً في التوتر بين إيران وإسرائيل، تجاوز حدود الضربات المتبادلة السرية ليشمل هجمات مباشرة متبادلة. يهدف هذا المقال إلى تحليل هذا التصعيد الأخير، وتقييم تأثير القدرات الهجومية الإيرانية المتنامية على مستقبل المواجهة بين البلدين، مع الأخذ في الاعتبار وجهات نظر الخبراء وتداعيات هذا الصراع على المنطقة.

الهجوم الإيراني: رد فعل قوي وتداعيات استراتيجية

بعد ضربة إسرائيلية استهدفت مواقع داخل إيران، ردت طهران بسرعة وبقوة، مطلقةً موجات من الصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل. لم يكن هذا الرد مجرد استعراض للقوة، بل كان رسالة واضحة مفادها أن إيران قادرة على إلحاق خسائر ملموسة داخل إسرائيل، وهو ما يمثل تحولاً في ديناميكيات الصراع. وقد أدت هذه الهجمات إلى إشعال حرائق في مناطق استراتيجية، بما في ذلك مدينة حيفا، مما يسلط الضوء على مدى وصول القدرات الهجومية الإيرانية.

تحليل الخبراء: دوافع إيران واستراتيجيات إسرائيل

  • الدكتور لقاء مكي (مركز الجزيرة للدراسات): يرى أن الولايات المتحدة كانت تسعى إلى استخدام الحرب للضغط على إيران للعودة إلى طاولة المفاوضات، لكن إيران رفضت الانصياع. كما يشير إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد يكون يستغل الرئيس ترامب للضغط على إيران، بينما يستخدم نتنياهو ترامب لتحقيق أهدافه الخاصة.
  • الدكتورة فاطمة الصمادي (باحثة في الشأن الإيراني): تتوقع استخدام إيران لصواريخ جديدة لم تستخدم من قبل، وتؤكد أن التاريخ والجغرافيا يخدمان إيران كدولة عميقة في المنطقة، على عكس إسرائيل التي تعتبرها "دولة احتلال مأزومة". كما تؤكد أن البرنامج النووي يحظى بإجماع جميع التيارات السياسية الإيرانية.
  • الدكتور مهند مصطفى (خبير في الشأن الإسرائيلي): يوضح أن إسرائيل تسعى إلى تخريب البرنامج النووي الإيراني وإسقاط النظام في طهران من خلال تحريك الشارع ضده، بهدف إضعاف إيران سياسياً وعسكرياً وعزلها إقليمياً، بالإضافة إلى تدمير برنامجها الصاروخي.

مستقبل الصراع: تصعيد محتمل وتأثير داخلي

يتوقع الخبراء تصعيداً إيرانياً في الساعات القادمة، مع استهداف مواقع استراتيجية وحكومية وعسكرية إسرائيلية، مع تجنب استهداف المدنيين. ومع ذلك، يشيرون إلى أن هذا التصعيد قد يؤدي إلى تغيير في الموقف الداخلي الإسرائيلي، خاصة مع تعرض الداخل الإسرائيلي للهجمات.

البرنامج النووي الإيراني: نقطة إجماع وطني

بغض النظر عن الخلافات السياسية الداخلية، يرى الإيرانيون أن البرنامج النووي يمثل إنجازاً وطنياً وحقاً للأجيال القادمة. هذا الإجماع يجعل من الصعب على إسرائيل تدمير البرنامج بالكامل، ويدفعها إلى التركيز على تخريبه أو تعطيله.

الخلاصة: إعادة تعريف قواعد اللعبة

لقد أظهرت الهجمات الأخيرة أن إيران لم تعد مجرد قوة إقليمية، بل قادرة على تهديد الأمن الإسرائيلي بشكل مباشر. هذا الواقع الجديد يعيد تعريف قواعد اللعبة في المنطقة، ويجعل من الصعب على إسرائيل تحقيق أهدافها في القضاء على البرنامج النووي الإيراني أو إسقاط النظام في طهران. يبقى السؤال: هل سيؤدي هذا التصعيد إلى حرب شاملة، أم إلى تغيير في الاستراتيجيات الإقليمية؟

المصدر: موقع الجزيرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *