الاستقامة بعد رمضان: كيف تحافظ على روحانيتك وثباتك على الطاعات

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله عز وجل، ففي التقوى الفلاح والنجاة.

رمضان نقطة انطلاق.. لا نهاية المطاف

لقد منّ الله علينا بشهر رمضان المبارك، شهر الطاعات والبركات، فسهّل علينا فيه فعل الخيرات وترك المنكرات. امتلأت قلوبنا بالإيمان، وتوجهنا إلى الله بصدق وإخلاص. ولكن، هل ينتهي هذا الإقبال على الطاعات بانتهاء رمضان؟

إن رمضان فرصة عظيمة للتغيير والارتقاء، وبداية لمسيرة مستمرة نحو الله، وليس مجرد محطة مؤقتة.

خطر الانتكاسة: لا تكن كالذي نقض غزله!

للأسف، نرى البعض يعودون إلى ما كانوا عليه قبل رمضان بمجرد انقضائه، فيهجرون الفرائض، ويرتكبون المعاصي، ناسين أن الله رقيب عليهم في كل زمان ومكان.

تذكروا قول الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102]، وقوله تعالى: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر: 99].

إن الاستقامة على الطاعة عبادة مستمرة، وليست مرتبطة بشهر معين. قال الحسن البصري رحمه الله: "إن الله لم يجعل لعمل المؤمن أجلا دون الموت".

علامات الانتكاسة بعد رمضان: احذرها!

من علامات الانتكاسة التي يجب الحذر منها:

  • هجر المساجد: التكاسل عن صلاة الجماعة والانقطاع عن بيوت الله.
  • إهمال القرآن الكريم: ترك قراءة القرآن وتدبره بعد أن كان رفيقًا لنا في رمضان.
  • الانغماس في المحرمات: الانكباب على القنوات الفضائية ووسائل التواصل التي تعرض المحتوى السيء والمحرم.

كيف نحافظ على الاستقامة بعد رمضان؟

إليكم بعض النصائح التي تساعدكم على الثبات على الطاعة بعد رمضان:

  1. الدوام على القليل: "أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل". حافظ على ورد يومي من القرآن، وصلواتك في وقتها، وبعض النوافل.
  2. عدم الانقطاع عن العمل الصالح: لا تتوقف عن فعل الخير، حتى لو كان بسيطًا. تذكر قصة الرجل الذي كان يقوم الليل ثم تركه، فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك.
  3. اغتنام مواسم الخير: استغل الفرص المتاحة بعد رمضان لزيادة الأجر والثواب، مثل:

    • صيام ست من شوال: فضلها عظيم، فهي تعدل صيام الدهر.
    • صيام يوم عرفة: يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده.
    • صيام ثلاثة أيام من كل شهر: وصية النبي صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة رضي الله عنه.
  4. صحبة الصالحين: ابحث عن الرفقة الصالحة التي تعينك على الطاعة وتذكرك بالله.
  5. الدعاء: أكثر من الدعاء بأن يثبتك الله على دينه ويهديك إلى صراطه المستقيم.

بشارة عظيمة: صلاة الجماعة نور

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن صَلَّى العِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّما قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَمَن صَلَّى الصُّبْحَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ". فحافظوا على صلاة الجماعة وافرحوا بهذه البشارة.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وثبتنا على دينك، واهدنا إلى صراطك المستقيم.

المصدر: موقع طريق الإسلام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *