مطار مهرآباد، أكثر من مجرد نقطة عبور جوية، هو شاهد على تاريخ إيران الحديث. من قرية صغيرة حملت اسم أميرة قاجارية، إلى قاعدة جوية حيوية ومطار رئيسي، يحمل مهرآباد في طياته حكايات التطور والتحديث. دعونا نتعمق في تفاصيل هذا الصرح الذي يربط الماضي بالحاضر.
مهرآباد: الموقع والتسمية
يقع مطار مهرآباد في غرب العاصمة طهران، تحديداً في المنطقة التاسعة بالقرب من ساحة آزادي. لكن، ما قصة هذا الاسم المميز؟
- الأصل: كانت المنطقة في الأصل قرية تُعرف باسم "حسين آباد"، مملوكة للحاج ميرزا آغاسي.
- التحول: لاحقاً، أُهديت هذه الأراضي إلى ناصر الدين شاه، الذي أضافها إلى مهر ابنته "عصمت الدولة".
- التسمية: تكريماً للأميرة، تغير اسم القرية إلى "مهرآباد" (مهر = المهر، آباد = مكان معمور).
النشأة والتطور: من نادي طيران إلى مطار دولي
لم يكن مطار مهرآباد وليد اللحظة، بل نتيجة رؤية استراتيجية لتطوير قطاع الطيران في إيران.
- البداية: في ثلاثينيات القرن العشرين، وضعت الحكومة الإيرانية خطة شاملة لتحديث البنية التحتية، وكان إنشاء مطار حديث في طهران جزءاً أساسياً منها.
- نادي الطيارين: في عام 1938، تأسس نادي الطيارين في مهرآباد، مما شكل نقطة انطلاق حقيقية لتحويل المنطقة إلى مرفق جوي معتمد.
- التدريب: في عام 1946، أُرسلت أول دفعة من طياري سلاح الجو الإيراني إلى الولايات المتحدة للتدريب، استعداداً لتوسيع القدرات التشغيلية.
- الرحلات المنتظمة: بحلول عام 1949، بدأت القوات الجوية الإيرانية بتشغيل رحلات جوية منتظمة من مهرآباد، مما رسخ مكانة المطار كمركز رئيسي للعمليات الجوية.
التوسع والازدهار: مركز الطيران الإيراني
مع انضمام إيران إلى منظمة الطيران المدني الدولي وتزايد الحاجة إلى تطوير صناعة الطيران، شهد مطار مهرآباد نمواً مطرداً.
- التوسع: في عام 1955، بُني أول مدرج إسفلتي كجزء من خطة توسعة حديثة.
- المركزية: أصبح مطار مهرآباد المطار المركزي الأبرز في إيران، يستقبل رحلات داخلية ودولية.
التحول: من مطار دولي إلى مركز للرحلات الداخلية
شهد مطار مهرآباد تحولاً كبيراً في عام 2009 مع افتتاح مطار الإمام الخميني الدولي.
- التحول: نُقلت غالبية الرحلات الخارجية إلى مطار الإمام الخميني الدولي.
- الوضع الحالي: أصبح مطار مهرآباد مخصصاً للرحلات الجوية الداخلية بشكل أساسي.
أحداث تاريخية: قصف 2025
في 15 يونيو 2025، تعرض مطار مهرآباد لقصف ضمن حملة عسكرية إسرائيلية.
- الهدف المعلن: استهداف منشآت نووية ومصانع صواريخ باليستية وقادة عسكريين.
- الأضرار: وفقاً لوكالة "إرنا" الإيرانية، استهدف الهجوم المنطقة الواقعة خلف مبنى معدات المركبات ومنطقة حظائر الطائرات الحربية، ولم يسفر عن أي أضرار في المدارج أو المباني الرئيسية أو مرافق المطار.
مطار مهرآباد، على الرغم من التحولات التي مر بها، يبقى جزءاً لا يتجزأ من تاريخ طهران وإيران، شاهداً على التطورات التي شهدها قطاع الطيران في البلاد.
اترك تعليقاً