لا يستوي الخبيث والطيب: تمييز الحق من الباطل في زمن الاختلاط

لا يستوي الخبيث والطيب: تمييز الحق من الباطل في زمن الاختلاط

لا يستوي الخبيث والطيب: تمييز الحق من الباطل في زمن الاختلاط

تتناول هذه المقالة الآية الكريمة: ﴿ قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [المائدة: 100]، وتستعرض أهميتها في حياتنا المعاصرة، مُسلطةً الضوء على ملامحها التربوية والتوجيهات العملية لتحصيل الفلاح في الدنيا والآخرة.

تفاسير الآية الكريمة:

تُشير الآية الكريمة بوضوح إلى عدم تساوي الخبيث والطيب، مهما بلغت كثرة الخبيث. وقد فسّر العلماء هذه الآية الكريمة تفسيراتٍ مُتعددة، نذكر منها:

  • تفسير الطبري رحمه الله: يُفسر الآية بأنها تدعو إلى عدم الاعتدال بين العاصي والمطيع لله، مهما كثر عدد العاصين. فالنصر والفلاح يكونان لأهل الطاعة، وإن قل عددهم.

  • تفسير القرطبي رحمه الله: يُوسّع القرطبي رحمه الله من معنى الآية ليشمل جميع جوانب الحياة، من مكاسب وأعمال وعلوم، مُؤكداً أن الطيب وإن قلّ فهو نافعٌ جميلُ العاقبة، بخلاف الخبيث الذي لا يُفلح مهما كثر. ويُضرب مثالاً بآياتٍ أخرى من القرآن الكريم تُؤكد هذا المعنى.

الملامح التربوية المستنبطة من الآية:

تُقدم الآية الكريمة دروساً تربوية قيّمة، منها:

  1. التمييز الفطري بين الخبيث والطيب: الإنسان بفطرته السليمة قادرٌ على تمييز الخير من الشر، إلا أن هذه الفطرة قد تُغيّر بسبب التأثيرات الخارجية.

  2. دور الأسرة والمؤسسات التربوية: تقع على عاتق الأسرة والمؤسسات التربوية مسؤوليةٌ كبيرة في حماية الفطرة وغرس القيم الإسلامية السليمة في نفوس النشء.

  3. خطورة كثرة الخبيث: قد يُوهم انتشار الخبيث وكثرته البعض بأنه الحق، وهذا يعود إلى ضعف العلم والفهم لديه.

  4. أهمية العلم والفقه في الدين: يجب على الإنسان السعي لزيادة علمه وفهمه للدين، والرجوع إلى أهل العلم عند الحاجة.

  5. تقوى الله سبيل الفلاح: تقوى الله هي أقوى مُعينٍ على تمييز الخبيث من الطيب، وهي أساس الفلاح في الدنيا والآخرة. ويتم تحصيل التقوى بالتوفيق الإلهي، ثم بالاجتهاد في الطاعة وطلب العلم.

  6. مناجاة الله بالهداية: يجب على المسلم أن يسأل ربه الهداية، وأن يكثر من الدعاء لإرشاده إلى الصراط المستقيم.

  7. أهمية الصلاة: الصلاة هي ركنٌ أساسيٌّ من أركان الإسلام، وهي سببٌ من أسباب الفلاح، كما تُشير الآية الكريمة إلى تكرار عبارة "لعلكم تُفلحون" في القرآن الكريم.

  8. التمييز بين الطيبات والخبائث: يُبيّن الإسلام بوضوح ما هو طيبٌ وما هو خبيثٌ، وهذا يُساعد على اختيار الطريق الصحيح.

  9. الحذر من وسائل التواصل الاجتماعي: تُستخدم وسائل التواصل الاجتماعي في الخير والشر، ويجب الانتقاء الحصيف لما يُشاهد ويُتابع عليها، والحرص على عدم الانجراف وراء ما يُخالف تعاليم الإسلام.

خاتمة:

تُختم هذه المقالة بالتأكيد على أهمية التمييز بين الخبيث والطيب، والسعي نحو تحصيل الفلاح في الدنيا والآخرة بالتقوى والعمل الصالح، والتحصن بالعلم الشرعي والرجوع إلى أهل الخبرة في جميع أمور الحياة.

المصدر: شبكة الألوكة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *