معرفة الثمرة تسهل الطريق: دافعك نحو النجاح

معرفة الثمرة تسهل الطريق: دافعك نحو النجاح

الحمد لله الذي رفع بالعلم أقواماً وخفض بتركه أخرين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

إنّ رحلة المعرفة رحلةٌ مباركة، نتائجها مضمونة، ونهايتها سعيدة. بها يصبح البعيد قريباً، والصعب سهلاً، وتُحسّ بلذةٍ لا تُضاهى لمن سلكها. فالعارفون هم الأبصر قلوباً، والأكثر حباً، والأخشع أرواحاً، والأقرب إلى الله سبحانه وتعالى.

وقد خلف لنا العارفون بالله حكمةً عظيمةً مفادها: "معرفة الثمرة تسهل الطريق". وهذه الحكمة تُلهمنا بذل الجهد بكل سهولة ويسر. فكما روى لنا التاريخ، كان النبي صلى الله عليه وسلم جالساً مع أصحابه في المسجد، حين دخل رجلٌ ثم خرج. بعدها قال النبي صلى الله عليه وسلم: "هذا جبريل يخبرني بأنّ الرجل يتحسس ويتجسس علينا، فمن يأتينا به فلله الجنة".

هنا، قام سيدنا سلمة بن الأكوع، الذي لم يكن يملك سوى قوّته، بمهمةٍ تبدو مستحيلة. تردّد في البداية، متسائلاً كيف يلاحق ذلك الرجل وهو يمتلك فرساً، بينما هو يمشي على قدميه. لكنّه تذكر الجنة، فاشتعلت همّته، وركض بكل قوّته حتى سبق صاحب الحمار، ثمّ صاحب البعير، حتى وصل إلى الرجل وأحضره إلى النبي صلى الله عليه وسلم، نال بذلك الجنة. هذه القصة خير مثال على أنّ معرفة الثمرة تسهل الطريق.

ولنلقِ الضوء على بعض الأمثلة التي تُبرز هذه الحكمة العظيمة:

  • الصلاة والقيام: من عرف لذة الصلة بالله، وجمال اللقاء به، سهل عليه القيام بالصلاة، ولو كان متعباً.

  • الصيام: من عرف مغفرة الله للذنوب في رمضان، سهل عليه ترك الطعام والشراب، واحتساب الأجر العظيم.

  • الحج: من عرف عظمة وقوف عرفات، وعودته إلى أهله كطفلٍ مولود، سهل عليه بذل المال والجهد، وتحمّل مشاق السفر.

  • طلب العلم: من عرف رضا الله، وتسبيح الملائكة للعالم، سهل عليه بذل الجهد، والصبر على مشقة التعلم.

  • بر الوالدين: من عرف رضا الله سبحانه وتعالى برّ الوالدين، سهل عليه طاعتهما وخدمتهما بكل سرور.

  • طاعة الزوجة: من عرفت أنّ طاعة زوجها سبيلها إلى الجنة، سهل عليها بذل الجهد من أجل سعادته ورضاه.

باختصار، يجب علينا أن ندرك ثمرة كل عملٍ وعبادة، لنسهل على أنفسنا بذل الجهد، ونعتبر كلّ غالٍ ونفيس يسيرًا في سبيل الوصول إلى رضا الله سبحانه وتعالى. فمعرفة الثمرة هي مفتاح النجاح والسعادة في الدنيا والآخرة.

المصدر: شبكة الألوكة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *