بداية الوحي: رحلة النبي محمد ﷺ من غار حراء إلى إيمان خديجة

بداية الوحي: رحلة النبي محمد ﷺ من غار حراء إلى إيمان خديجة

بداية الوحي: رحلة النبي محمد ﷺ من غار حراء إلى إيمان خديجة

بدأ النبي محمد ﷺ، قبل بلوغه الأربعين من العمر، بممارسة العبادة والتأمل في غار حراء، بعيداً عن ضجيج الحياة في مكة، ساعياً إلى التقرب من الله عز وجل. خلال هذه الفترة، بدأ يرى رؤى صادقة، تأتيه كفلق الصبح، مما يدل على قرب بداية مهمته العظمى. هذه الرؤى كانت بمثابة تمهيد إلهي لما هو آتٍ.

ليلة القدر في غار حراء: أول لقاء مع جبريل

في ليلة الاثنين، الواقعة في الحادي والعشرين من رمضان، تلقى النبي ﷺ أول وحيٍّ إلهيٍّ، في غار حراء. فجأةً، ظهر أمامه جبريل عليه السلام، وأخذ النبي ﷺ يغمره بحيث بلغ منه الجهد، ثم أمره بقراءة قوله تعالى:

﴿ وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ ﴾ [التين: 1-5]

أصيب النبي ﷺ بالفزع عند سماع هذه الكلمات، فلم يكن معتادًا على مثل هذه التجربة الروحية العظيمة. عاد إلى بيته وهو يرجف فؤاده، مُخبرًا زوجته خديجة رضي الله عنها بما حدث.

طمأنينة خديجة ودعم ورقة بن نوفل

طلب النبي ﷺ من خديجة أن تُغطِّيه لتهدئة قلقه، ثم قص عليها ما جرى معه في غار حراء. أبدت خديجة رضي الله عنها ثقتها الكاملة به، معزيةً إياه وقائلةً:

"كلَّا، أَبْشِرْ فواللهِ لا يُخْزِيكَ اللهُ أبدًا! فواللهِ إنَّك لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَصدُقُ الحديثَ، وتَحمِلُ الكَلَّ، وتَكْسِبُ المعدومَ، وتَقْرِي الضَّيْفَ، وتُعِينُ على نوائبِ الحقِّ".

بعد ذلك، ذهبت خديجة مع النبي ﷺ إلى ابن عمها ورقة بن نوفل، وهو رجلٌ كبيرٌ في السن، عالمٌ بكتب أهل الكتاب. أخبر النبي ﷺ ورقة بما حدث، فأكد له أن هذا هو الناموس الذي أنزل على موسى عليه السلام، مُنبِّئًا إياه بما سيواجهه من معارضةٍ من قومه. وقد حثه ورقة على الصبر والثبات.

خاتمة: بداية الرسالة النبوية

تُعتبر هذه الأحداث نقطة تحولٍ هامة في حياة النبي محمد ﷺ، وبدايةً لمسيرته النبوية العظيمة. لقد كانت ثقة خديجة ودعم ورقة عوامل أساسية في تقوية عزيمة النبي ﷺ ومواصلة رسالته. فمن غار حراء انطلقت رحلة التوحيد، لتُغيّر مجرى التاريخ البشري.

المصادر:

  • صحيح البخاري (4953)
  • صحيح مسلم (160)

المصدر: شبكة الألوكة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *