بكين تدرس مقترح واشنطن للمفاوضات وسط تصاعد التوترات التجارية
في تطور لافت في الحرب التجارية المستمرة بين أكبر اقتصادين في العالم، أعلنت وزارة التجارة الصينية يوم الجمعة أنها "تقيّم" عرضًا من الولايات المتحدة لإجراء محادثات حول الرسوم الجمركية المتبادلة. يأتي هذا الإعلان مصحوبًا بتحذير شديد اللهجة من بكين لواشنطن من استخدام "التهديد والابتزاز" كأدوات في أي مفاوضات مستقبلية.
لعبة الكر والفر مستمرة
تتبادل واشنطن وبكين الاتهامات حول من يتحمل مسؤولية التصعيد في الرسوم الجمركية، حيث يرفض كلا الطرفين التراجع أولاً أو الدعوة إلى التفاوض بشكل علني. هذه الاستراتيجية المتبعة أدت إلى زعزعة استقرار الأسواق العالمية وتعطيل سلاسل التوريد.
الصين تلمح إلى إمكانية التهدئة
على الرغم من التوتر الظاهر، يشير بيان وزارة التجارة الصينية إلى أن بكين منفتحة على المناقشات، مما يفتح الباب أمام احتمال تهدئة الحرب التجارية. وقد سبق هذا البيان تقارير إعلامية صينية تفيد بأن واشنطن تسعى لبدء محادثات، بالإضافة إلى تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب تفيد بأن المناقشات جارية بالفعل، وهو ما نفته بكين في البداية.
موقف الصين: منفتح على الحوار، مستعد للمواجهة
أكدت وزارة التجارة الصينية أن الولايات المتحدة بادرت بطلب إجراء محادثات، وأن بكين "تقيّم هذا الأمر". ومع ذلك، شددت الوزارة على أن الصين مستعدة "لخوض المعركة إذا لزم الأمر"، مؤكدة أن الرسوم الجمركية الأحادية الجانب لا تزال تشكل عائقًا حقيقيًا وتقوض الثقة بين البلدين.
تحذير صيني من "الابتزاز"
وجهت بكين تحذيرًا صريحًا للولايات المتحدة، مؤكدة أنها "لن تنجح محاولة استغلال المحادثات ذريعة لممارسة سياسة التهديد والابتزاز". ودعت الصين الولايات المتحدة إلى اتخاذ إجراءات لتصحيح "الممارسات الخاطئة" وإلغاء الرسوم الأحادية الجانب، مطالبة بإظهار "حسن النية" في المفاوضات.
رهان على مبادرة أمريكية
على الرغم من نفيها المتكرر لسعيها للتفاوض مع الولايات المتحدة، يبدو أن الصين تراهن على مبادرة واشنطن بالدعوة إلى التفاوض، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجهها بكين.
سياق اقتصادي معقد
يأتي قرار ترامب بفرض رسوم جمركية صارمة في وقت حرج بالنسبة للصين، التي تعاني من انكماش الأسعار بسبب تباطؤ النمو الاقتصادي وأزمة عقارية طويلة الأمد. في المقابل، شهد الاقتصاد الأميركي انكماشًا بنسبة 0.3% في الربع الأول من العام الجاري، وهو أول تراجع فصلي منذ عام 2022.
الصين تنتقد الرسوم وتستعد للرد
تعبر بكين صراحة عن غضبها إزاء الرسوم الجمركية التي تعتبرها "استقواء"، مؤكدة أنها لن توقف نمو ثاني أكبر اقتصاد في العالم. وفي الوقت نفسه، كشفت تقارير عن أن الصين وضعت قائمة سرية بالمنتجات الأمريكية التي ستعفيها من الرسوم الجمركية المضادة، بما في ذلك الأدوية والرقائق الدقيقة ومحركات الطائرات النفاثة.
تفاؤل أمريكي حذر
على الجانب الأميركي، أعرب مسؤولون عن أملهم في إحراز تقدم بشأن تخفيف التوترات التجارية. وأكد وزير الخزانة سكوت بيسنت والمستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت على رغبة الصينيين في التوصل إلى اتفاق، مشيرين إلى أن العملية ستكون متعددة الخطوات، تبدأ بتهدئة التوتر ثم التركيز على اتفاق تجاري أوسع.
هل تلوح في الأفق انفراجة؟
أشار الرئيس ترامب إلى وجود "فرصة جيدة جدًا" أمام إدارته للتوصل إلى اتفاق مع الصين. وفي الوقت نفسه، دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ المسؤولين إلى اتخاذ إجراءات للتأقلم مع التغيرات في المحيط الدولي، مما يثير تساؤلات حول مستقبل العلاقات التجارية بين البلدين وإمكانية التوصل إلى حل للأزمة القائمة.
اترك تعليقاً