الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
النعم التي أنعم الله بها علينا لا تحصى ولا تعد، ومن بين هذه النعم العظيمة نعمة النوم، التي جعلها الله سكونًا للعباد بعد عناء يوم طويل. هذا السكون يجدد النشاط ويمنح القوة لأداء الوظائف التي خلقنا الله من أجلها، وعلى رأس هذه الوظائف تأتي صلاة الفجر، تلك الصلاة المباركة التي تحمل في طياتها خيرًا عظيمًا وبركات جمة.
لماذا صلاة الفجر بهذه الأهمية؟
صلاة الفجر ليست مجرد فريضة، بل هي بداية يوم مباركة، ومفتاح للخير والبركة في سائر الأعمال. إنها وقود الروح الذي يمنحنا الطاقة الإيمانية لمواجهة تحديات الحياة. وإليك بعض الفضائل والبشائر العظيمة التي ينالها من حافظ على صلاة الفجر مع الجماعة:
-
في ذمة الله وأمانه: من صلى الفجر فهو في حفظ الله ورعايته طوال يومه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى الصبح فهو في ذمة الله، فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء، فإن من يطلبه من ذمته بشيء يدركه ثم يكبه على وجهه في نار جهنم».
-
نجاة من النار: صلاة الفجر والعصر هما وقاية من النار. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس، وقبل غروبها» يعني الفجر والعصر.
-
سبب لدخول الجنة: من حافظ على صلاة الفجر والعصر دخل الجنة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى البردين دخل الجنة».
-
شهادة الملائكة: تشهد الملائكة على من يصلي الفجر. قال تعالى: {مَشْهُودًا}. وفي الحديث: «يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون».
-
نور تام يوم القيامة: للمحافظين على صلاة الفجر نور ساطع يوم القيامة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بشر المشائين في الظلم إلى المساجد، بالنور التام يوم القيامة».
-
قيام ليلة: فضل عظيم لمن صلى الفجر في جماعة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله».
-
براءة من النفاق: صلاة الفجر ثقيلة على المنافقين. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوًا».
-
ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها: سنة الفجر فقط خير من الدنيا وما فيها، فما بالك بالصلاة نفسها! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها».
-
رؤية الله عز وجل: من أعظم النعم التي ينالها المؤمنون رؤية وجه الله الكريم، والمحافظة على صلاة الفجر من أسباب نيل هذه النعمة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا».
- النشاط وطيب النفس: المحافظة على صلاة الفجر تطرد الكسل وتجلب النشاط. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد، يضرب مكان كل عقدة: عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة فإن توضأ انحلت عقدة فإن صلى انحلت عقده كلها، فأصبح نشيطًا طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان».
تحذير من التهاون بصلاة الفجر
وردت نصوص شرعية تحذر من التهاون بصلاة الفجر، وتبين عاقبة ذلك:
-
التهديد بحرق البيوت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام، ثم آمر رجلًا يصلي بالناس ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار».
-
الشيطان يبول في أذنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل الذي ينام حتى يصبح: «ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه، أو قال: في أذنه».
- العذاب في القبر ويوم القيامة: المتهاون بالصلاة يعرض نفسه للعذاب. قال تعالى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا}.
ختامًا:
فلنجعل صلاة الفجر بداية موفقة ليومنا، ولنحرص عليها في جماعة، لننال الفضائل العظيمة والبركات الجمة التي وعد الله بها عباده المخلصين.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
اترك تعليقاً