مقدمة: تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران – من الوكالة إلى المواجهة المباشرة
لم تعد المواجهة بين إسرائيل وإيران مجرد حرب بالوكالة. التطورات الأخيرة تشير إلى انزلاق خطير نحو صراع مباشر يهدد بزعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط بأكملها. فهل تسعى إسرائيل حقًا إلى إسقاط النظام الإيراني؟ وهل تنجح في ذلك؟
نتنياهو و"رأس الأخطبوط": استراتيجية جديدة أم مقامرة خطيرة؟
بعد العمليات العسكرية المكثفة في غزة، والتي خلفت عشرات الآلاف من الضحايا، وبعد استهداف حزب الله في لبنان والبنية التحتية العسكرية في سوريا، يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوجه أنظاره الآن نحو إيران، واصفًا إياها بـ "رأس الأخطبوط".
- دورة كارثية من الانتقام: يرى البعض أن هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول كان نقطة تحول أشعلت فتيل دورة عنيفة من الأعمال الانتقامية، يقودها نتنياهو ووزراؤه المتطرفون.
- كتابة التاريخ بالقنابل والدماء: تتهم إسرائيل بأنها تعيد كتابة تاريخ المنطقة بالقوة والعنف، متجاوزة الأعراف والقوانين الدولية.
من "دولة ديمقراطية في حالة دفاع عن النفس" إلى قوة إقليمية مهيمنة
لطالما قدمت إسرائيل نفسها كدولة ديمقراطية صغيرة تحارب من أجل بقائها في محيط معادٍ. وقد حظيت بدعم دولي واسع النطاق استنادًا إلى هذا التصور.
- تحول في الاستراتيجية: الهجوم على إيران يمثل تحولًا كبيرًا في استراتيجية إسرائيل، حيث يبدو أنها تسعى إلى لعب دور أكثر هيمنة في المنطقة.
- الاعتماد على ضعف إيران: يعتقد نتنياهو أن ضعف النظام الإيراني وعزلته وفقدانه للشعبية يمكن أن يخدم أهدافه، من خلال توحيد الإسرائيليين المنقسمين وإعادة كسب الدعم الغربي.
"شرطي الشرق الأوسط": تجاوز للقانون الدولي وتأمين "المجال الحيوي"
يتهم نتنياهو بأنه يتصرف وكأنه "شرطي الشرق الأوسط"، متجاهلاً القانون الدولي ومستخدمًا القوة لتحقيق أهدافه الإقليمية.
- هدف إمبريالي جديد: يرى البعض أن هدف إسرائيل هو تأمين "المجال الحيوي" لها بالقوة، وهو ما يبرر التطهير العسكري للمناطق المحيطة بها.
- ذريعة التهديد النووي: تستخدم إسرائيل التهديد النووي الإيراني كمبرر لشن حرب وقائية، على الرغم من أن هذه الخطوة تأتي في وقت تجري فيه مفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران.
دبلوماسية البازوكا: دروس من الماضي ومخاطر المستقبل
يشير الهجوم الأحادي الإسرائيلي على إيران إلى "دبلوماسية البازوكا"، حيث يتم استخدام القوة المفرطة بدلًا من الحوار والتفاوض.
- تذكير بحرب العراق الكارثية: يرى البعض أن هذا الهجوم يذكر بالغزو الأمريكي للعراق عام 2003، وما ترتب عليه من فوضى وعدم استقرار.
- إسرائيل تلعب دور إيران؟: من المفارقات أن إسرائيل تتهم إيران دائمًا بأنها القوة الرئيسية المزعزعة للاستقرار في المنطقة، بينما تتصرف هي الآن بطرق مماثلة.
الخلاصة: نحو حرب شاملة؟
هل تقود استراتيجية نتنياهو إسرائيل والمنطقة إلى حرب شاملة مع إيران؟ وهل ستنجح إسرائيل في تحقيق أهدافها؟ الإجابة على هذه الأسئلة ستحدد مستقبل الشرق الأوسط.
اترك تعليقاً