**غزة تحت الحصار: كيف يستخدم الاحتلال “فوضى المساعدات” كسلاح لتفكيك المجتمع الفلسطيني؟**

**غزة تحت الحصار: كيف يستخدم الاحتلال “فوضى المساعدات” كسلاح لتفكيك المجتمع الفلسطيني؟**

غزة: فوضى المساعدات كسلاح إسرائيلي لتفكيك المجتمع

منذ بداية الحرب على غزة، اتخذت قوات الاحتلال الإسرائيلي من منع وصول المساعدات الإنسانية إلى أكثر من مليوني فلسطيني محاصرين، وسيلةً ممنهجة لإشعال الفوضى وزعزعة الاستقرار الداخلي في القطاع. لا يقتصر الأمر على الحرمان من الغذاء، بل يتعداه إلى استهداف النسيج المجتمعي الفلسطيني وتقويض مؤسساته.

استراتيجية الاحتلال: الفوضى المنظمة

تعتمد إسرائيل على استراتيجية واضحة المعالم، تهدف إلى:

  • دعم عصابات سرقة المساعدات: تسهيل عمل هذه العصابات، وتوفير الحماية لها، لخلق حالة من الفلتان الأمني.
  • استهداف الجهات الحكومية والأمنية: منع وصول المساعدات المنظمة إلى المحتاجين، وتقويض قدرة السلطات على فرض النظام.
  • إسقاط حكم حماس عبر الفوضى: استغلال حالة اليأس والإحباط الناجمة عن نقص الغذاء لإثارة السخط الشعبي ضد الحركة.

تكتيكات ممنهجة لنشر الفوضى

تتنوع التكتيكات التي تستخدمها قوات الاحتلال لتحقيق أهدافها، وتشمل:

  • تدمير مراكز الإصلاح والتأهيل: إطلاق سراح المجرمين وذوي السوابق، مما ساهم في تفاقم الفلتان الأمني.
  • تسهيل سرقة المنازل والمساعدات: السماح للعصابات بالسطو على ممتلكات المدنيين والمساعدات الإنسانية دون تدخل.
  • استهداف عناصر تأمين المساعدات: قنص أفراد الأجهزة الأمنية الذين يحاولون حماية قوافل المساعدات وتأمين توزيعها. (إحصائية: 754 شهيدًا من عناصر تأمين المساعدات)
  • منع عمل المؤسسات الإغاثية الدولية: عرقلة جهود المنظمات الإنسانية ذات الخبرة والقدرة على توزيع المساعدات بشكل فعال.
  • إنشاء مؤسسات توزيع وهمية: تأسيس "مؤسسة غزة الإنسانية" وتحديد نقاط توزيع محدودة، مما أدى إلى ازدحام وفوضى وتدافع، أسفر عن سقوط ضحايا.
  • استهداف المدنيين بالقرب من مراكز التوزيع: قصف وقنص المدنيين الذين يحاولون الحصول على الغذاء بالقرب من مراكز التوزيع الأميركية الإسرائيلية. (إحصائية: أكثر من 420 شهيدًا و 3031 جريحًا)
  • دعم وحماية عصابات مسلحة: توفير الدعم اللوجستي والحماية لعصابات السطو على المساعدات، واستخدامها في مواجهة فصائل المقاومة.

أهداف أبعد من إسقاط حماس

يكشف مصدر أمني مسؤول في الحكومة الفلسطينية بغزة أن هدف الاحتلال يتجاوز إسقاط حكم حماس، ويهدف إلى:

  • هندسة انهيار أمني واجتماعي شامل: خلق بيئة فوضوية غير قابلة للحياة، لتبرير إعادة احتلال القطاع أو فرض حلول سياسية قسرية.
  • ضرب النسيج الوطني الفلسطيني: محاولة اختراق العشائر وتمويل مجموعات منفلتة لإثارة النزاعات الداخلية.

فشل محاولات الاحتلال

على الرغم من كل هذه المحاولات، يؤكد المصدر الأمني أن المقاومة والشعب الفلسطيني حافظا على تماسك الجبهة الداخلية، رغم كل الظروف القاسية من تجويع وقهر وتهجير وضغط نفسي هائل.

شهادات حية تكشف التورط الإسرائيلي

تكشف الأجهزة الأمنية في غزة عن معلومات موثقة واعترافات لمتورطين في أعمال الفوضى، تؤكد تورط جيش الاحتلال في:

  • محاولات اختراق الأطر العشائرية وإشعال النزاعات الداخلية.
  • توفير غطاء ناري وأمني للعصابات التي تمارس السطو والسرقة والاعتداء على المواطنين، ومنها عصابة "العميل" ياسر أبو شباب.

في الختام، يظهر بوضوح أن "فوضى المساعدات" ليست مجرد نتيجة ثانوية للحرب، بل هي سلاح استراتيجي تستخدمه إسرائيل لتفكيك المجتمع الفلسطيني في غزة، وتحقيق أهداف سياسية وأمنية أبعد من مجرد إسقاط حكم حماس.

المصدر: موقع الجزيرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *