حرب العقول في الذكاء الاصطناعي: “ميتا” تخطف نجوم “غوغل” و”أوبن إيه آي” في سباق نحو الذكاء الاصطناعي الشامل

حرب العقول في الذكاء الاصطناعي: “ميتا” تخطف نجوم “غوغل” و”أوبن إيه آي” في سباق نحو الذكاء الاصطناعي الشامل

"ميتا" تشن هجومًا مضادًا في معركة الذكاء الاصطناعي

في خطوة جريئة تعكس طموحاتها الكبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي، تشن شركة "ميتا" حملة استقطاب واسعة النطاق لضم أبرز العقول في هذا المجال، مستهدفةً علماء الذكاء الاصطناعي من الشركات المنافسة، وعلى رأسها "غوغل" و"أوبن إيه آي". الهدف؟ تأسيس فريق قوي متخصص في تطوير الذكاء الاصطناعي الشامل (AGI) ووضع "ميتا" في صدارة هذا السباق التكنولوجي المحتدم.

عروض مغرية ورواتب فلكية: هل المال هو كل شيء؟

تأتي هذه الجهود في ظل تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة "أوبن إيه آي"، حيث كشف عن محاولات "ميتا" لاستقطاب علماء الذكاء الاصطناعي من شركته بعروض ورواتب خيالية وصلت إلى 100 مليون دولار. ورغم فشل هذه المحاولات في استقطاب بعض الكفاءات، إلا أنها تسلط الضوء على المنافسة الشرسة بين الشركات الكبرى على المواهب المتخصصة في هذا المجال.

يرى ألتمان أن "أوبن إيه آي" تمتلك فرصة أكبر في تحقيق الذكاء الاصطناعي الشامل بفضل بيئتها الإبداعية المحفزة، في إشارة ضمنية إلى أن "ميتا" تركز بشكل مفرط على الجانب المادي، وهو ما قد لا يكون كافيًا لجذب العقول المبدعة.

زوكربيرغ يقود المعركة بنفسه: مقابلات شخصية وعلاقات مباشرة

تؤكد التقارير أن مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة "ميتا"، يولي هذا الأمر أهمية قصوى، حيث يشارك شخصيًا في عملية الاستقطاب، ويجري المقابلات مع المرشحين المحتملين من منزله الخاص، ويتواصل معهم بشكل مباشر. هذا الاهتمام الشخصي يعكس إصرار "ميتا" على الفوز في هذه المعركة الحاسمة.

صفقات ضخمة واستقطاب للكفاءات: من هم النجوم الجدد في "ميتا"؟

نجحت "ميتا" بالفعل في استقطاب بعض الأسماء اللامعة في عالم الذكاء الاصطناعي، ومن أبرزهم جاك راي، الباحث الرئيسي في "غوغل ديب مايند"، ويوهان شالكويك، رئيس قسم التعلم الآلي في شركة "سيسامي للذكاء الاصطناعي الصوتي". وتشير التقارير إلى أن هذه الصفقات تضمنت إنفاق عشرات الملايين من الدولارات، بالإضافة إلى تقديم أسهم في الشركة.

كما يبرز اسم ألكسندر وانغ، مؤسس شركة "سكيل إيه آي"، كأحد المواهب الجديدة المنضمة إلى "ميتا". وتجدر الإشارة إلى أن "ميتا" استثمرت بالفعل 14 مليار دولار في "سكيل إيه آي" مقابل 49% من أسهم الشركة، ومن المتوقع أن ينتقل عدد من علماء الذكاء الاصطناعي في "سكيل إيه آي" إلى "ميتا" قريبًا، حيث تسعى الأخيرة لتوظيف 50 عالم ذكاء اصطناعي جديد.

إلى أين تتجه "ميتا"؟

توضح هذه التحركات الطموحة أن "ميتا" عازمة على أن تصبح قوة رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي. فمن خلال استقطاب أفضل العقول، والاستثمار بكثافة في البحث والتطوير، تسعى الشركة إلى تحقيق اختراقات نوعية في مجال الذكاء الاصطناعي الشامل، وتأمين مكانة مرموقة لها في هذا العصر التكنولوجي الجديد. يبقى السؤال: هل ستنجح "ميتا" في تحقيق رؤيتها الطموحة، أم أن المنافسة الشرسة ستعرقل طريقها؟ الأيام القادمة ستكشف لنا المزيد.

المصدر: موقع الجزيرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *