تصعيد التوتر الإيراني الإسرائيلي يعقد آمال الدبلوماسية مع واشنطن
في تطور يعكس عمق الأزمة الإقليمية، أعلنت إيران رفضها الدخول في أي مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة طالما استمرت الحملة العسكرية الإسرائيلية. هذا الموقف الحازم، الذي أعلنه وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي لنظرائه الأوروبيين، يأتي في ظل توقعات رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير بحرب "طويلة" مع طهران، مما يزيد من تعقيد الجهود الدبلوماسية الرامية إلى احتواء التصعيد.
شروط إيران للعودة إلى طاولة المفاوضات: تقييد التخصيب مقابل وقف الهجمات
أكد عراقجي، عقب لقائه في جنيف بنظرائه من فرنسا وبريطانيا وألمانيا ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، استعداد إيران لتقييد تخصيب اليورانيوم بما يتماشى مع اتفاق 2015 النووي، والذي انسحبت منه الولايات المتحدة في 2018. ومع ذلك، شدد على أن طهران لن تستجيب للمطلب الأمريكي بوقف التخصيب بشكل كامل.
التمسك بالمسار الدبلوماسي مع الحفاظ على القدرات الدفاعية
في تصريحات لوسائل الإعلام الإيرانية، أكد عراقجي التزام طهران بالمسار الدبلوماسي واستعدادها للاجتماع مجددًا مع وزراء الخارجية الأوروبيين، مع التأكيد على أن إيران لن تتفاوض بشأن قدراتها الدفاعية.
اجتماع جنيف: تواصل أولي دون اختراق دبلوماسي
كشفت مصادر دبلوماسية أوروبية لموقع أكسيوس أن الاجتماع الذي استمر ساعتين في جنيف لم يحقق أي اختراق دبلوماسي ملموس، حيث لم يقدم أي من الطرفين مقترحات جديدة. ووصف الاجتماع بأنه "تواصل أولي"، واتفق الطرفان على الاجتماع مجددًا الأسبوع المقبل.
انفتاح إيراني على مناقشة قضايا غير نووية
أشار الدبلوماسيون الأوروبيون إلى أن الجانب الإيراني أظهر انفتاحًا أكبر من ذي قبل لمناقشة قضايا تتجاوز البرنامج النووي، مثل برنامج الصواريخ الإيراني، وشبكة وكلائها الإقليميين، والمساعدات العسكرية لروسيا، والمعتقلون الأوروبيون في إيران.
رفض العرض الأوروبي بلقاء أمريكي مباشر
على الرغم من حث وزراء الخارجية الأوروبيون عراقجي على الانخراط المباشر مع إدارة ترامب واقتراح إشراك ممثلين أمريكيين في المحادثات المقبلة، إلا أن عراقجي رفض ذلك، مؤكدًا أن إيران لن تتفاوض مع الولايات المتحدة طالما استمرت الضربات الإسرائيلية.
قلق أوروبي متزايد بشأن البرنامج النووي الإيراني
في بيان مشترك، أعرب وزراء مجموعة الثلاثية الأوروبية ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي عن قلقهم المستمر بشأن توسع البرنامج النووي الإيراني، مؤكدين على "الطابع العاجل للقضية" وضرورة التوصل إلى حل تفاوضي.
نافذة دبلوماسية ضيقة قبل قرار ترامب
أشار الدبلوماسيون الأوروبيون إلى أن الوقت المتاح للتوصل إلى حل دبلوماسي ينفد، في ظل تصريحات ترامب بأنه سيتخذ قرارًا بشأن البرنامج النووي الإيراني "خلال الأسبوعين المقبلين".
تصريحات أوروبية متفائلة حذرة
- وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول: "النتيجة الإيجابية اليوم هي أننا نغادر القاعة بانطباع أن الجانب الإيراني مستعد لمواصلة مناقشة جميع المسائل المهمة".
- وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو: "نعتقد أنه لا يوجد حل نهائي بالوسائل العسكرية لقضية النووي الإيراني. فالعمليات العسكرية قد تؤخرها، لكنها لا تستطيع القضاء عليها".
تحذيرات بريطانية من التدخل الأمريكي
حذر وزير الخارجية البريطاني من أن تدخل واشنطن أمر وارد، وعلى الإيرانيين أخذه على محمل الجد، مشيرًا إلى أن الإيرانيين لديهم فرصة للتوصل إلى حل دبلوماسي وعليهم اتخاذ الخطوات اللازمة.
عرض تفاوضي شامل من فرنسا وألمانيا وبريطانيا
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن ألمانيا وفرنسا وبريطانيا ستقدم "عرضا تفاوضيا شاملا" لإيران، يشمل القضايا النووية وأنشطة الصواريخ الباليستية وتمويل الفصائل المسلحة في المنطقة.
جولة دبلوماسية إيرانية مكثفة
من المقرر أن يسافر عراقجي إلى إسطنبول لحضور اجتماع منظمة التعاون الإسلامي، ثم إلى موسكو للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمناقشة الحرب.
محادثات سرية بشأن تأمين المواقع النووية في إيران
كشفت شبكة "سي بي إس" عن وجود محادثات سرية بشأن إمكانية تأمين المواقع والمواد النووية في إيران، وتبحث التداعيات المحتملة على الحلفاء عند ضرب منشآت نووية بإيران. كما تتناول المحادثات السرية من سيقود إيران لاحقا.
تصعيد عسكري إسرائيلي وتأهب لحرب طويلة
في رسالة مصورة، أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير عن إطلاق "الحملة الأكثر تعقيدا في تاريخنا"، مؤكدًا على الاستعداد لحملة طويلة، ومشيراً إلى أن "امتزاج" التهديدات النووية والصواريخ الإيرانية "أجبرنا على توجيه ضربة استباقية".
خلفية الأزمة: الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي
انتهى العمل باتفاق عام 2015 لتنظيم البرنامج النووي الإيراني في عام 2018 عقب الانسحاب الأحادي للولايات المتحدة منه وإعادة فرض العقوبات الأميركية على إيران، مما دفع إيران إلى التخلي عن بعض التزاماتها وتسريع تخصيب اليورانيوم.
مستويات التخصيب النووي: سباق نحو التصعيد
خصبت إيران اليورانيوم إلى مستوى عالٍ بلغ 60%، بينما يتطلب صنع قنبلة ذرية رفع مستوى التخصيب إلى 90%. وقد حدد اتفاق عام 2015 حد التخصيب عند 3,67%.
امتلاك إسرائيل للأسلحة النووية
تحافظ إسرائيل على الغموض بشأن امتلاكها للأسلحة النووية، لكنها تمتلك 90 رأسا نوويا وفق معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI).
اترك تعليقاً