المحبة: جوهر الحياة لا مجرد هامش
كثيرًا ما ننظر إلى المحبة كأمر ثانوي، كزينة تزين حياتنا، متناسين أنها في صميم وجودنا وأعمق مقاصدنا. إنها ليست مجرد شعور عابر، بل هي مسؤولية عظيمة لا يقدر عليها إلا أصحاب القلوب الصبورة والنفوس الطويلة.
معادلة الحب: رغبة + وفاء
الرغبة في الحب فطرية، تشترك فيها البشرية جمعاء. لكن التحدي الحقيقي يكمن في الثبات على هذا الحب، والوفاء بعهده. هذا الوفاء ليس حكرًا على أحد، بل هو من نصيب من رزق صدق النية، ونقاء السريرة، والقدرة على التضحية في أوقات الشدة.
المحبة: ليست كلمات معسولة بل أفعال صادقة
المحبة ليست مجرد كلمات معسولة أو أحاديث جذابة، بل هي تدريب للنفس على تحمل الضيق من أجل القرب، وإرهاق للروح في سبيل الوفاء. كيف يمكن لمن لا يصبر على الإنصات في تعبه، أو لا يلين جانبه في غضبه، أن يدعي المحبة؟
المُحب الحقيقي: معطاء لا متلقٍ
المأساة الحقيقية تكمن فيمن يريد أن يُحَب دون أن يُعطي، يطلب القبول في حضوره، ويتوارى إذا اشتدت المسؤولية. يجب أن نعلم جميعًا أن المحبة لا تقاس بما يجيش في النفس فقط، بل بما تبذله اليد، وما تحتمله الجوارح. فإذا لم تسع صاحبك في ضيقه، ولم تحتمل شدته، ولم تكن له حصنًا من نفسه، فأنت بعيد كل البعد عن معنى الحب الحقيقي.
قوة المحبة: الثبات والعطاء
أقوى الناس وأكثرهم قدرة على تحمل البلاء هم أولئك الذين يعطون ويثبتون ولا يغيرون. لكن تذكر يا صديقي، الحب لا يكفي فيه مجرد الرغبة، ولا يرضى بالقعود عن المجاهدة. من يرفض أن ينهض لنصف الطريق، ويترك أخاه يمشي وحده، فقد آثر نفسه على المحبة، وظلم قلبًا كان له مأوى… فخاب وخسر.
خلاصة القول:
- المحبة مسؤولية: تتطلب صبرًا وعطاءً وتضحية.
- المحبة ليست كلمات: بل أفعال ومواقف.
- المُحب معطاء: يبذل ولا يطلب، يحتمل ولا يهرب.
- المحبة ثبات: في الشدة والرخاء، في اليسر والعسر.
فلتكن محبتنا حقيقية، صادقة، دائمة، وليست مجرد كلمات جوفاء.
اترك تعليقاً