تصعيد مفاجئ: الدعم السريع يستهدف بورتسودان لأول مرة بمسيرات انتحارية
في تطور مفاجئ ومقلق، شنت قوات الدعم السريع هجومًا جويًا على مدينة بورتسودان الساحلية، وذلك لأول مرة منذ اندلاع الصراع في السودان. أعلن الجيش السوداني أن الهجوم تم باستخدام طائرات مسيرة انتحارية استهدفت قاعدة عثمان دقنة الجوية، ومستودعًا للبضائع، وبعض المنشآت المدنية في المدينة.
-
بيان الجيش السوداني: أكد الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني، نبيل عبد الله، أن الدفاعات الجوية تمكنت من إسقاط عدد من المسيرات، وأن الهجوم أسفر عن أضرار محدودة في مخزن للذخائر بقاعدة عثمان دقنة، بالإضافة إلى انفجارات متفرقة لم تسفر عن إصابات بشرية.
- شهود عيان: أفاد مراسل الجزيرة، نقلًا عن شهود عيان، بسماع دوي انفجارات عنيفة في محيط مطار بورتسودان والأحياء الجنوبية من المدينة.
توسع نطاق العمليات العسكرية: من النهود إلى بورتسودان
يأتي هذا الهجوم بعد أيام قليلة من إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها على مدينة النهود بولاية غرب كردفان، والتي كانت تعتبر نقطة عبور استراتيجية للجيش لإرسال قوات إلى دارفور.
-
السيطرة على النهود: كانت النهود تحت سيطرة الجيش، وتحولت إلى العاصمة الإدارية المؤقتة لولاية غرب كردفان بعد سقوط عاصمتها الأصلية الفولة في يد الدعم السريع.
- استهداف كسلا: بالإضافة إلى ذلك، استهدفت قوات الدعم السريع مطار مدينة كسلا الواقعة في شرق السودان، مما يشير إلى توسع نطاق عملياتها العسكرية.
سياق الصراع: حرب مستمرة وخسائر فادحة
تأتي هذه التطورات في سياق حرب مستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/نيسان 2023، والتي خلفت خسائر فادحة في الأرواح وتسببت في نزوح ملايين السودانيين.
-
حصيلة الضحايا: تشير تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية إلى أن الحرب أسفرت عن أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ. بينما تقدر دراسة لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألف قتيل.
- السيطرة الميدانية: بعد أن استعاد الجيش السوداني السيطرة على مناطق واسعة في العاصمة الخرطوم وولايات أخرى، لم تعد قوات الدعم السريع تسيطر سوى على أجزاء من ولايتي شمال كردفان وغرب كردفان، وجيوب محدودة في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، بالإضافة إلى 4 من ولايات إقليم دارفور الخمس.
تحليل وتوقعات
يمثل هجوم الدعم السريع على بورتسودان تصعيدًا خطيرًا في الصراع، حيث أن المدينة الساحلية كانت تعتبر حتى الآن بعيدة عن دائرة القتال. يشير هذا الهجوم إلى أن قوات الدعم السريع تسعى إلى توسيع نطاق الحرب وإضعاف قدرات الجيش السوداني في جميع أنحاء البلاد. من المتوقع أن تشهد الأيام القادمة مزيدًا من التصعيد والقتال في مختلف أنحاء السودان، مما يزيد من معاناة المدنيين ويهدد بتقويض الاستقرار في المنطقة.
اترك تعليقاً