الإيمان في زمن الفتن: دليل النجاة في عصر الشبهات والشهوات
نعيش اليوم في عصر استثنائي، تتسارع فيه وتيرة الأحداث وتتزايد فيه التحديات التي تواجه إيماننا. عصرٌ تتيسر فيه الشهوات وتنتشر الشبهات بشكل لم يسبق له مثيل، مما يجعل الحفاظ على الإيمان مهمة تتطلب وعيًا وجهدًا مضاعفًا.
عظمة الإيمان في زمن الفتن
في خضم هذه الفتن المتلاحقة، يزداد الإيمان قوةً ونقاءً عند أولئك الذين يواجهونها بالثبات والحب والتعظيم لله. فكل فتنة تعترض طريقك، سواء سقطت فيها أم لا، هي فرصة لتعزيز إيمانك وتقوية صلتك بالله.
دعاء النجاة في زمن الفتن
عند مواجهة أي فتنة، توجه إلى الله بقلب خاشع ولسان ذاكر، وقل: "أنا عبدك الضعيف المحب، أسألك بحبي وإيماني أن لا تفتني. وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون."
هذا الدعاء يعكس ضعفك أمام الله واعترافك بحاجتك إليه، ويظهر حبك له وإيمانك به.
عصر الفتن: نبوءة النبي صلى الله عليه وسلم
ما أشبه عصرنا هذا بما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، كما رواه الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه: «ويل للعرب من شر قد اقترب، فتنا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنا، ويمسي كافرا، يبيع قوم دينهم بعرض من الدنيا قليل، المتمسك يومئذ بدينه، كالقابض على الجمر، أو قال: على الشوك».
وفي رواية الترمذي: «يأتي على الناس زمان الصابر فيهم على دينه، كالقابض على الجمر».
هذه الأحاديث النبوية الشريفة تصور لنا صعوبة التمسك بالدين في زمن الفتن، وتشبه المتمسك بدينه بالقابض على الجمر، لما يواجهه من مشقة وعناء.
دعاء الغريق: سبيل النجاة من الفتن
كما أخبرنا الخبير بالفتن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: «ليأتينَّ على الناس زمانٌ لا ينجو فيه إلّا من دعا كدعاء الغريق».
هذا التصوير البليغ يوضح لنا أن النجاة من الفتن تتطلب التضرع إلى الله بإلحاح وصدق، كما يفعل الغريق الذي لا يجد ملجأً إلا الله.
الإيمان أغلى من كل شيء
النجاة من الفتن لا تتحقق إلا لمن كان الإيمان أغلى عنده من كل شيء. وعلامة ذلك هي:
- الإكثار من العبادة: خاصة الصلاة والدعاء، فهما صلة العبد بربه ومصدر قوته وعونه.
- إثبات الحب والتعظيم لله: عند كل فتنة، سواء سقطت فيها أم لم تسقط، يجب أن تزيد من حبك لله وتعظيمك له، وأن تتوب إليه وتستغفره.
خلاصة
في زمن الفتن، لا ملجأ لنا إلا الله، ولا سبيل للنجاة إلا بالإيمان والعمل الصالح والدعاء. فلنجعل الإيمان أغلى ما نملك، ولنحرص على عبادة الله وطاعته، ولنتضرع إليه بقلوب خاشعة، حتى ينجينا من الفتن ويحفظنا من الضلال.
اترك تعليقاً