كارثة طبية في غزة: نقص حاد في المستلزمات والأدوية يهدد حياة المرضى

كارثة طبية في غزة: نقص حاد في المستلزمات والأدوية يهدد حياة المرضى

طبيب يكشف عن واقع مؤلم للقطاع الصحي في غزة

في زيارة قام بها الدكتور محمد المناصير، استشاري جراحة الكلى والمسالك البولية، إلى قطاع غزة ضمن وفد لمؤسسة رحمة حول العالم، كشف عن أزمة إنسانية وصحية حادة يعيشها القطاع. أمضى الدكتور المناصير أسبوعين في مجمع ناصر الطبي، وشاهد بنفسه التحديات الهائلة التي تواجه الكوادر الطبية والمرضى على حد سواء.

نقص حاد وإعادة استخدام المستهلكات الطبية: واقع مرير

أكد الدكتور المناصير أن الأدوية غير متوفرة، والأجهزة الطبية قديمة ومتهالكة. لكن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو إعادة استخدام المستهلكات الطبية المخصصة للاستخدام مرة واحدة، وهي ممارسة غير مسموح بها طبيًا وعلميًا، ولكنها أصبحت ضرورة حتمية بسبب النقص الشديد.

"تتم إعادة استخدام المستهلكات الطبية التي في الأصل هي مرخصة للاستخدام مرة واحدة وتتم إعادة تعقيمها أكثر مرة بشيء لم أره في حياتي ولم أكن أعلم أنه من الممكن القيام به، طبعا هذا غير مسموح به طبيا وعلميا، ولكن بسبب النقص الشديد في هذه المستهلكات لم يتبق أمام الكوادر الصحية إلا اللجوء إلى هذه الطريقة من إعادة تعقيم المستهلكات الطبية وإعادة استخدامها للمرضى". – الدكتور محمد المناصير

أنواع الحالات التي تعامل معها الدكتور المناصير:

  • إصابات الحرب: عالج الدكتور المناصير عدة حالات ناتجة عن إصابات بشظايا في الكلى والمثانة، وقام بإصلاح التهتكات والمحافظة على الكلى.
  • أمراض الكلى والمسالك البولية: قدم الدكتور المناصير استشارات طبية وأجرى عمليات جراحية متنوعة، بما في ذلك:
    • استئصال أورام الكلى.
    • استئصال خراج كبير في منطقة الكلية.
    • إعادة زرع الحالب لطفل بسبب الانسداد.
    • عمليات تنظير للحالب والكلى لإزالة الحصى.
    • عمليات لحوض الكلية وإزالة الحصيات.
    • عمليات تتعلق بالأعضاء التناسلية عند الأطفال، مثل الخصية الهاجرة.
    • عمليات لعلاج الخراج حول الكلية بسبب التهابات المسالك البولية.

بالإضافة إلى ذلك، ساهم الدكتور المناصير وفريقه في تضميد وخياطة الجروح ومساعدة الجراحين من التخصصات الأخرى في عملياتهم، وذلك نظرًا للأعداد الكبيرة من الإصابات التي كانت تصل إلى المستشفى.

تحديات مضاعفة تواجه القطاع الصحي في غزة:

  • نقص المستهلكات الطبية والأدوية: كما ذكرنا، هذا النقص يجبر الكوادر الطبية على اتخاذ قرارات صعبة وغير آمنة.
  • الأجهزة الطبية القديمة: الأجهزة الطبية المتاحة قديمة ومتهالكة، مما يحد من قدرة الأطباء على تقديم الرعاية المثلى. هناك نقص خاص في أجهزة الليزر وتفتيت الحصى، وأجهزة المناظير.
  • إنهاك الكوادر الصحية: الكوادر الصحية تعمل بلا انقطاع منذ أكثر من سنة ونصف، مما أدى إلى إنهاكها وتدهور حالتها النفسية والجسدية.
  • هجرة الكفاءات الطبية: بعض التخصصات الطبية غير متوفرة في غزة بسبب هجرة الكفاءات، مثل جراحة الشرايين والصدر والأعصاب والأورام.
  • نقص الأسرّة: عدد الأسرّة المتاحة قليل جدًا، مما يؤدي إلى تأجيل العمليات الجراحية لبعض المرضى.
  • سوء التغذية: سوء التغذية منتشر بين السكان بسبب نقص التنوع في الأغذية، مما يؤثر سلبًا على صحة المرضى وقدرتهم على الشفاء.
  • صعوبات إعادة تأهيل المصابين: المصابون الذين فقدوا أطرافهم بحاجة ماسة إلى تركيب أطراف صناعية وإعادة التأهيل، ولكن التأخير في ذلك يؤثر على قدرتهم على الاندماج في المجتمع.

نداء استغاثة لإنقاذ القطاع الصحي في غزة

الدكتور المناصير وجه نداء استغاثة إلى الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي، مطالبًا بتقديم دعم مادي وتنظيمي عاجل للنهوض بالقطاع الصحي في غزة. وأكد أن الوضع يتطلب جهودًا كبيرة وتخطيطًا على أعلى المستويات، وأن التأخير في التدخل قد يؤدي إلى كارثة إنسانية.

شهادة مؤثرة على معاناة إنسانية لا توصف

الدكتور المناصير وصف المشاهد التي رآها في غزة بأنها "مواقف إنسانية مؤثرة جدًا، لم نكن معتادين عليها نحن الأشخاص الذين خارج غزة". وروى قصة أب فقد أطفاله الثلاثة في القصف، وفقد عقله من هول الصدمة.

تحذيرات من انهيار النظام الصحي في غزة

مسؤولون في وزارة الصحة الفلسطينية ومديرو المستشفيات في غزة حذروا من أن كارثة حقيقية ستحل بالنظام الصحي بسبب استمرار الحصار الإسرائيلي ومنع إدخال الإمدادات الطبية والمساعدات. وأكدوا أن المستشفيات تعاني من نقص حاد في الأدوية والوقود والمستلزمات الطبية، وأن إغلاق المعابر فاقم معاناة المرضى، خاصة ذوي الأمراض المزمنة والأطفال.

دعوة إلى العمل الفوري لإنقاذ الأرواح

في ظل هذه الظروف المأساوية، يظل الأمل معلقًا على المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية للتحرك الفوري لإنقاذ الأرواح في غزة وتوفير الدعم اللازم للقطاع الصحي المنهار.

المصدر: موقع الجزيرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *