فضل القرض الحسن: صدقة جارية بمثل القرض كل يوم

فضل القرض الحسن: صدقة جارية بمثل القرض كل يوم

فضل القرض الحسن: صدقة جارية بمثل القرض كل يوم

يُعدّ القرض الحسن من أعظم الأعمال الصالحة التي حثّ عليها الإسلام، لما فيه من منافع دينية ودنيوية عظيمة للمقرض والمدين على حد سواء. فهو ليس مجرد معاملة مالية، بل هو صدقة جارية تُثاب عليها مرتين، كما ورد في الحديث الشريف. سنستعرض في هذا المقال قصة جميلة توضح فضل القرض الحسن، بالإضافة إلى الفوائد العظيمة المترتبة عليه.

قصة سليمان بن أذنان وعلقمة: تجسيد عملي لفضل القرض الحسن

روى الإمام ابن ماجه، وصححه الشيخ الألباني، عن قيس بن روميّ، قال: كان سليمان بن أذنان يقرض علقمة ألف درهم إلى أجل معين (عطائه)، وعندما حلّ الأجل، طالب سليمان علقمة بسداد الدين، وقد شدّد عليه في كلامه. بعد مرور أشهر، أتى علقمة سليمان طالباً قرضاً آخر بنفس المبلغ، فوافق سليمان بكرمٍ، وأعطاه ماله دون تردد. عندها أدهش سليمان علقمة بإرجاعه له نفس الدراهم التي كان قد سددها له سابقاً، قائلاً أنه لم يمسّ منها درهماً واحداً. استغرب علقمة من هذا التصرف، فسأل سليمان عن سبب هذا الكرم، فأجاب سليمان بأنه سمع حديثاً عن ابن مسعود رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من مسلم يقرض مسلماً قرضاً مرتين إلا كان كصدقة جارية بمثل القرض كل مرة" [1].

شرح بعض المصطلحات:

  • إلى عطائه: أي إلى الأجل الذي يأخذ فيه حقه من بيت المال أو مصدر رزقه.
  • تقاضاها منه: أي طلبها منه.
  • واشتدّ عليه: أي اشتد سليمان في كلامه مع علقمة وهو يطلب منه أن يقضيه دينه.
  • لدرهمك التي قضيتني: الخطاب هنا لعلقمة لا لأم عتبة.
  • ما سمعت منك: أي أردت أن أقرضك مرة ثانية فأنال هذا الفضل.
  • ما حملك على ما فعلت بي: أي من الاشتداد في التقاضي، مع أنك ما كنت محتاجاً إلى الدراهم.

الفوائد العظيمة للقرض الحسن:

من خلال هذه القصة، نستنتج العديد من الفوائد العظيمة للقرض الحسن، منها:

  • ثواب مضاعف: كما ورد في الحديث، فإن قرض الشيء مرتين يُعدّ كصدقة جارية بمثل القرض في كل مرة. وهذا يختلف عن بعض الآراء التي تقول بأن الصدقة تعادل عشرة أمثالها، ربما باختلاف في النوايا أو التسامح في الاقتضاء.
  • الحث على مساعدة المسلمين: القرض الحسن يُعدّ من أفضل طرق مساعدة المسلمين، خاصةً في حالات الضرورة والحاجة.
  • تفريج الكربات: يساهم القرض الحسن في تخفيف أعباء المسلمين وتفريج كرباتهم، مما يُنال به أجر عظيم.
  • تقوية الروابط الاجتماعية: يُعزز القرض الحسن الروابط الاجتماعية بين أفراد المجتمع، ويبني جسور الثقة والتعاون.

خاتمة:

إنّ القصة المذكورة تُجسّد لنا فضل القرض الحسن، وتُبرز أهميته في بناء مجتمع إسلامي مترابط ومتعاون. ندعو الله أن يوفقنا جميعاً لإعطاء القروض الحسنة، وأن يجعلنا من أهل الصدقات الجارية.

[1] صحيح: رواه ابن ماجه (2430)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5769).

المصدر: شبكة الألوكة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *