عودة المسيح عليه السلام: تعلم القرآن والسنة في آخر الزمان

عودة المسيح عليه السلام: تعلم القرآن والسنة في آخر الزمان

عودة المسيح عليه السلام: تعلم القرآن والسنة في آخر الزمان

تُشير آية كريمة في القرآن الكريم إلى تعليم عيسى عليه السلام الكتاب والحكمة، والتّوراة والإنجيل، (وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ) [آل عمران: 48]. لكن ما هو المقصود بالكتاب والحكمة هنا؟ وهل يشمل ذلك القرآن الكريم والسنة النبوية؟ دعونا نتعمق في هذا الموضوع الهام.

تفسير الآية الكريمة: الكتاب والحكمة

يُفسر العديد من المفسرين "الكتاب" على أنه القرآن الكريم، و"الحكمة" على أنها السنة النبوية الشريفة. يُعد هذا التفسير منطقيًا بالنظر إلى ترتيب المنن الإلهية في الآية، حيث يبدأ بأفضلها: القرآن الكريم، ثم السنة النبوية التي تُفسره وتُكمله، ثم التوراة، وأخيرًا الإنجيل.

آراء المفسرين:

  • ابن جرير الطبري: يُشير إلى احتمالية تفسير "الكتاب" على أنه الكتابة، و"الحكمة" على أنها السنة أو الإصابة في القول والعمل.
  • الحسن البصري، أبو مالك، مقاتل بن حيان، وقتادة: يُفسرون "الكتاب" بالقرآن، و"الحكمة" بالسنة. وهذا الرأي مدعوم بأدلة من عدة مصادر، كما في تفسير ابن أبي حاتم وابن المنذر.
  • ابن القيم: يُؤكد على أن "الحكمة" المقرونة بالكتاب هي السنة النبوية. وهو رأي مُتفق عليه من قبل العديد من الأئمة، بما في ذلك الإمام الشافعي.

نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان

يُؤمن المسلمون بنزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان، ليُقاتل المسيح الدجال، كما ورد في الأحاديث النبوية الصحيحة. هذه العودة تُعتبر من علامات الساعة الكبرى، كما ورد في قوله تعالى (وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ) [الزخرف: 61].

حكم عيسى عليه السلام بالقرآن والسنة

عند نزوله، سيحكم عيسى عليه السلام بالقرآن والسنة النبوية، لا بمذهب فقهي معين أو بالإنجيل. هذا ما يؤكده العديد من العلماء والفقهاء، منهم القاضي عياض، والسيوطي، والزرقاني، وابن باز. فهو لن يأتي بشريعة جديدة، بل سيُطبق شريعة الإسلام الخاتمة.

الأدلة على حكم عيسى بالقرآن والسنة:

  • حديث أبي هريرة: يُشير إلى أن عيسى سيُؤم المسلمين بكتاب الله وسنة نبيه.
  • إجماع أهل الإسلام: يُجمع أهل الإسلام على أن عيسى سيحكم بالقرآن والسنة.

فوائد تعلم عيسى عليه السلام للقرآن والسنة

يُستفاد من هذا المعتقد فائدتان مهمتان:

  1. حفظ السنة النبوية: يُثبت تعلم عيسى عليه السلام للسنة النبوية في آخر الزمان أنها محفوظة إلى ذلك الوقت، مما يُبرز عناية الله بحفظها، كما تكفل بحفظ القرآن الكريم.
  2. الحكم بالكتاب والسنة: يُبرز هذا المعتقد أهمية الحكم بالكتاب والسنة، دون الاعتماد على أي مذهب فقهي آخر، كما يُؤكده الألباني في تعليقه على حديث أبي هريرة.

خاتمة

يُعتبر تعلم عيسى عليه السلام للقرآن والسنة في آخر الزمان معتقدًا إسلاميًا هامًا، يُبرز أهمية الكتاب والسنة في حياة المسلم، ويُؤكد على حفظ الله لهما حتى قيام الساعة. كما يُبين هذا المعتقد أهمية الرجوع إلى المصدرين الأصيلين في فهم الدين الإسلامي واتباعه.

المصدر: شبكة الألوكة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *